اقتصاد العالمالأخبار

فريق دولي من الباحثين: يكتشفون 40 جينا للذكاء

تم النشر في الأثنين 2017-05-22

اكتشف فريق دولي من الباحثين 40 جينا قالوا إنها ذات تأثير على درجة ذكاء الإنسان.

وتوصل الباحثون تحت إشراف دانيلا بوستهوما من جامعة أمستردام إلى هذه الدراسة بعد جمع بيانات من دراسات مختلفة شملت نحو 20 ألف طفل و نحو 60 ألف بالغ من أوروبا.

وأوضح الباحثون في دراستهم التي تنشر نتائجها اليوم الاثنين في مجلة “نيتشر جينيتكس” أن عوامل جينية لدى الإنسان هي التي تحدد ذكاءه بنسبة 45% في سن الطفولة وبنسبة تصل إلى 80% في سن البلوغ مشيرين إلى دراسات سابقة بهذا الشأن.

وحسب الباحثين فإن دراسات حديثة أكدت إمكانية تفسير درجات التفاوت في الذكاء بين البشر من خلال عوامل وراثية معروفة ليست عبارة عن الجينات فقط بل التغيرات الضئيلة في ترتيب مكونات الحمض النووي المعروفة باسم تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة SNP والتي اكتشفها الباحثون أيضا وقال الباحثون إن الاختلافات التي اكتشفوها ضعف ما كان معروفا حتى الآن.

بذلك لم يكتشف الباحثون جزءا كبيرا من الصفات الوراثية المحددة لدرجة الذكاء ولكنهم استنبطوها بناء على دراسات عن التوائم والتبني.

وأوضح الباحثون أن معظم الجينات الوراثية التي اكتشفت تلعب دورا كبيرا في المخ كما يحدث على سبيل المثال خلال تكوين الخلايا العصبية، وأن جينات الذكاء لم تكن فقط مرتبطة بتحقيق نجاح كبير في التعلم بل أيضا في الإقلاع عن التدخين وفي حجم المخ في الطفولة، وفي التوحد و حجم الجسم وطول العمر، في حين أن الارتباط السلبي لم يتمثل سوى في الإصابة بالزهايمر والاكتئاب وانفصام الشخصية والنشاط المفرط والتدخين مدى الحياة والقلق.

ويعتقد باحثون آخرون مثل راينر ريمان من جامعة بيلِفِلد الألمانية أن الذكاء وراثي بنسبة 40% لدى الأطفال و بنسبة 60% لدى البالغين.

وشدد ريمان على أهمية تأثير العوامل الخارجية على الذكاء وقال: “أصبحنا نعرف اليوم أن الجينات ذات الصلة بالذكاء لا تؤثر تأثيرها المنتظر ببساطة بل تحتاج لبيئة محفزة لها حتى تصل قدراتها لحجمها المنتظر”.

أضاف ريمان: “إذا حُبِس شخص ذو قدرات كبيرة في غرفة مظلمة فلا يمكن أن يتطور لديه أي ذكاء”.

وأشار الباحثون إلى أن الذكاء هو شرط ضروري ولكن غير كاف لتحقيق نتائج مدرسية جيدة وأن الطفل ذو القدرات العادية أيضا يمكن أن تكون له فرص كبيرة لتحقيق نجاح مدرسي كبير إذا اجتهد في التحصيل “وهذا أمر يخضع بالطبع أيضا لتأثير الآباء ولكن تأثيرهم على أبنائهم يتوقف في سن 15 أو 16 عاما”.

وأوضح الباحثون أنه لم يعد من الممكن إثبات تأثير الآباء على أبنائهم في سن البلوغ.

وتابع الباحثون أن الكثير من البشر لا يحصلون على فرصة تعليم سوى في سن متأخرة.

لذلك شدد البروفيسور ريمان على ضرورة الاستمرار في توفير فرص تعليمية في سن متأخرة على شكل مدارس مسائية، وبرر ذلك بأن الكثير من الناس لا يستطيع إخراج كل ما لديه من قدرات عقلية في طفولته وشبابه بسبب نقص الدعم الضروري لذلك.

ورأت إليزبت شتِرن من جامعة زيوريخ الاتحادية للعلوم التطبيقية في سويسرا أن الجدوى العملية لهذه الدراسة لا تزال ضئيلة في الوقت الحالي وأضافت: “لا يمكن البدء في اتخاذ إجراءات هادفة لدعم تعليم النشء بناء على قدراتهم العقلية إلا بعد اكتشاف جينات يمكن أن تتسبب بشكل أكيد في اضطرابات تعليمية”.

ورأت الباحثة السويسرية أنه ليست هناك مخاوف من أن يصبح من الممكن يوما ما معرفة مدى درجة ذكاء شخص ما من خلال قراءة، جيناته حتى وإن حقق علم الوراثة تقدما؛ حيث إن الذكاء يتأثر بالبيئة بقوة “فالصفات الوراثية لا يمكن أن تحقق تأثيرها إلا في ظل ظروف بيئة محفزة لتطور المخ وما يعنيه ذلك من تطور الذكاء”.

أضافت شترن: “إذا زرعت بذور متطابقة جينيا في مواضع جيدة أو سيئة فستكون هناك اختلافات بينها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock