90% من شركات الطاقة تسعى للحصول على التكنولوجيات الحديثة لمواجهة تحولات أسواق الطاقة
تم النشر في الأثنين 2017-09-18
كشفت دراسة بحثية أصدرتها شركة بينسنت ماسونز، شركة المحاماة الرائدة عالمياً، إلى أهمية استقطاب التكنولوجيات الجديدة في دعم نمو قطاع الطاقة العالمي حيث تحرص الشركات العاملة في هذا المجال على الاستجابة للتحولات الجذرية التي يشهدها قطاع توزيع الطاقة وتوريدها، والطلب على السلع الاستهلاكية، فضلاً عن الاستفادة من ثورة الطاقة الذكية.
وأظهرت الدراسة، التي شارك فيها 250 من كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات الطاقة والاستثمار فيها من منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادىء، أن 90% من شركات الطاقة تسعى بنشاط للاستحواذ أو بلورة مشاريع مشتركة في مجال تكنولوجيا الطاقة الذكية. ويختلف الإقبال على المشاريع المشتركة حسب المنطقة إذ أظهرت نصف الشركات (حوالي 49%) في منطقة آسيا والمحيط الهادىء حماسة كبيرة لإبرام الشراكات مقارنة مع 33% من الشركات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وأشارت شركة بينسنت ماسونز إلى أن الفرص المربحة التي توفرها دول أوروبا وآسيا يمكن أن تجتذب الاستثمارات من الشرق الأوسط، حيث أكد 85٪ من المشاركين في الدراسة على أن دول ألمانيا والصين والمملكة المتحدة تعتبر من أهم ثلاث وجهات لاستثماراتهم القادمة في قطاع الطاقة الذكية. وعلاوة على ذلك، سلَّط المشاركون الضوء على دول الشمال الأوروبي وأمريكا الشمالية وأوروبا الغربية باعتبارها من الوجهات التي تتمتع بأكبر قدر من الفرص لتعزيز نمو مبادرات الطاقة الذكية.
تشير نتائج الدراسة أيضاَ إلى أن المستثمرين وشركات الطاقة تعطي الأولوية لاستقطاب العدادات الذكية، واستكشاف طرق جديدة للاستفادة من الطاقة الفائضة، فضلاً عن التطوير الداخلي لتكنولوجيا تحليل البيانات خلال العامين القادمين، بينما ستشهد أنظمة إدارة الحوسبة السحابية ومحطات الطاقة الافتراضية زيادة كبيرة في الاستثمارات خلال السنوات الست القادمة.
وفي ظل عدم وجود أسواق تنافسية لقطاع الكهرباء مما يُعيق الابتكار في منطقة الشرق الأوسط، تقول شركة بينسنت ماسونز أن تعزيز التعاون والإصلاحات في سوق الطاقة في الشرق الأوسط أمر بالغ الأهمية لتفكيك الدعم الحكومي لبدء مشاريع الطاقة الذكية في دول مجلس التعاون الخليجي والتي تقع ضمن الحزام الشمسي.
وتعليقاً على نتائج الدراسة، قال ساشين كرور، الشريك في شركة بينسنت ماسونز:
“نحن نرى العديد من الفرص الواعدة التي توفرها المنطقة في ظل التوجيهات الحكومية الواضحة والسياسات الفعالة مثل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050. إن العوامل الديموغرافية، وتنامي الطلب على خدمات الطاقة، والتحديات المالية الناتجة عن تراجع أسعار النفط قد تُسهم في إحداث تحول كبير في قطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط.”
وأضاف: “فيما يتعلق بالمستثمرين وشركات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، هناك رسالة واضحة تفيد بأن الابتكار والديناميكية سيكونان من المفاتيح الرئيسية للاستفادة من ثورة الطاقة الذكية التي تشهدها المنطقة. وبالرغم من أهمية البحث عن فرص جديدة وترجمتها حقيقة على أرض الواقع، نرى بأن هناك فرصة حقيقية أمام المستثمرين الأغنياء وشركات الطاقة للاستفادة من التكنولوجيات الجديدة المبتكرة في الصين، وألمانيا والمملكة المتحدة.”
على الصعيد العالمي، أشارت 62% من شركات الطاقة إلى أنها لن تعمد لتطوير حلول الطاقة الذكية داخلياً نظراً لارتفاع التكاليف ونقص الخبرات اللازمة بينما يفضل المستثمرون اللجوء إلى القيام بمشاريع مشتركة أو عمليات الاستحواذ. وأظهرت الدراسة أن الوصول إلى التكنولوجيات الجديدة، وتوفير ميزة المحرك الأول، وتحسين الربحية، وتعزيز مستويات رضا العملاء، فضلاً عن تعزيز صورة العلامة التجارية، جميعها عوامل شكلت الدافع الاستثماري الرئيسي بالنسبة للمستثمرين (46%) وشركات الطاقة (30%).
من جهته، قال إيان مكارلي، شريك الطاقة في شركة بينسنت ماسونز:
“تعتبر المشاريع المشتركة وعمليات الاستحواذ من المفاتيح الرئيسية للاستفادة من هذه الثورة التكنولوجية في حال رغبت الشركات في لعب دور محوري في رسم ملامح مستقبل قطاع الطاقة، والحفاظ على مستويات العرض، فضلاً عن تلبية احتياجات المستهلكين في سوق تنافسية للغاية.”
وأضاف: “نحن نرى أن شركات الطاقة تعمل على تكثيف جهودها لتبني التكنولوجيات الحديثة في قطاع إمدادات الطاقة. وبالنظر إلى هذه الثورة التكنولوجية، نرى أن اختيار المستهلك والكفاءة هما من العوامل ذات أهمية قصوى. إن الاستفادة من التكنولوجيات وتجميع الموارد تعتبر من الطرق الأكثر فعالية للاستجابة لتوجهات المستهلكين الجديدة وأنماط استهلاك الطاقة.”