الصحة العالمية: 3000 حالة وفاة يوميه بإجمالي 1.2 مليون سنوياً
تم النشر في الأثنين 2017-05-22
أكثر من 3000 مراهق يموتون كل يوم، ليصل إجمالي الوفيات إلى 1.2 مليون حالة وفاة سنوياً لأسباب يمكن تجنّبها إلى حد كبير كما أوضحه تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية منتصف أيار/مايو 2017.
واحتلّت الإصابات الناجمة عن حوادث المرور على الطرق المرتبة الأولى عام 2015، من حيث أكبر 5 أسباب لوفيّات المراهقين في العالم. فوفق منظمة الصحّة العالمية ذهب ضحية حوادث الطرق أكثر من 115 ألف مراهق ما بين 10 و19 سنة لتليها من ثمّ الوفيّات الناجمة عن عدوى الجهاز السفلي وعن الإيذاء الذاتي وعن أمراض الإسهال وعن الغرق. إليكم في هذا الجدول ترتيب أكبر 5 أسباب لوفيات المراهقين وما حصدته كنسبة في الوفيات :
أكبر 5 أسباب لوفيات المراهقين 10-19 سنة في عام 2015
أسباب الوفيات عدد الوفيات
الإصابات على الطرق 115 302
عدوى الجهاز التنفسي السفلي 72 655
الإيذاء الذاتي 67 149
أمراض الإسهال 63 575
حوادث الغرق 57125
ومعظم الشباب الذين لاقوا حتفهم في حوادث الطرق هم من مستخدمي السيّارات المعرّضين للخطر من قبل المشاة وراكبي الدراجات الهوائية وراكبي الدراجات النارية. وعند الفصل ما بين الذكور والإناث يبدو واضحا على ضوء التقرير أنّ الذكور أكثر تعرّضا لحوادث الطرقات من الإناث.
حسبما أدلى به فادي جبران، رئيس جمعية “كن هادي”، إنّ الأسباب الخمسة الأولى لوقوع وفيات السير هي : السرعة القصوى، قيادة السيارات تحت تأثير الكحول، إهمال ارتداء الخوذات من قبل راكبي الدرّاجات النارية، والطيش واللهو والعبث باستخدام الهواتف المحمولة. ويعتبر جبران أنّ الإنسان يعجز عن القيام بمهمّتين في آن كأن يقود محرّك السيّارة ويتلقّى المكالمات الهاتفية أو يدردش عبر الرسائل القصيرة من دون أن يضع نفسه تحت دائرة الخطر والموت بحادث سير مروّع.
(شاهد على يوتيوب هذا الفيديو كبرهان حسّي عن أن الإنسان لا يمكنه مشاهدة أمرين عند تركيزه على أمر معيّن:
تكون الاختلافات ما بين الأقاليم صارخة بشأن الأسباب التي تبعث على الموت الباكر لدى المراهقين. فبالنظر إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في أفريقيا فقط، نجد أن الأمراض السارية على غرار مرض الإيدز والعدوى بفيروسه، وعدوى الجهاز التنفسي السفلي، والتهاب السحايا، وأمراض الإسهال تأتي قبل حوادث المرور على الطرق ككبريات أسباب الوفيات بين المراهقين.
وكان الانتحار والوفيّات العرضية من جرّاء الإيذاء الذاتي يمثّلان ثالث سبب لوفيات المراهقين في عام 2015، إذ أسفرا عن نحو 67000 حالة وفاة. ويعتبر الإيذاء الذاتي السبب الرئيسي أو ثاني سبب رئيسي لوفيّات المراهقين في أوروبا وجنوب شرق آسيا.
إثر صدور هذا التقرير، ندّدت الدكتورة Flavia Bustreo، المديرة العامة المساعدة لمنظمة الصحة العالمية بالإهمال اللاحق بالمراهقين لتقول: “لطالما أغفلت الخطط الصحية الوطنية المراهقين تماماً لعقود طويلة. فالاستثمارات الصغيرة نسبياً التي تقف بجانب المراهقين لن تساعد فقط في إعداد بالغين طموحُهم يُمكّنهم من الازدهار والمساهمة بشكل إيجابي في بناء مجتمعاتهم، ولكنها ستبني أجيالا مستقبلية أوفر صحة، وهو ما سيحقّق بدوره عوائد هائلة”.
إنّ الإرشادات الخاصّة الموصِي بها دليلُ تسريع العمل العالمي من أجل صحة المراهقين Global Accelerated Action for Adolescent Health (AA-HA!) نصّت على ضرورة تنفيذ بوتقة كبيرة من التدخّلات بدءا بالتطبيق الصارم للقوانين المتعلّقة بأحزمة الأمان ووضع الخوذات، والتثقيف الجنسي الشامل في المدارس، ورفع السن المسموح فيها بتعاطي الكحول، وتصعيب الحصول على الأسلحة النارية لمنع إساءة استعمالها، والحد من تلوّث الهواء في الأماكن المغلقة من خلال استخدام وقود أنظف للطهي، وتجهيز البيوت بشبكات المياه النظيفة وبشبكات الصرف الصحّي لرفع شروط النظافة.
ويقدّم هذا الدليل الصادر في 16 مايو- أيار الماضي في مدينة أوتاوا الكندية خلال انعقاد المؤتمر الدولي لصحّة المراهقين، تفسيرات مفصلة لكيفية قيام البلدان بتنفيذ هذه التدخلات إلى جانب تطبيق برامج تعزيز الصحة لدى المراهقين. وسيساعد هذا التقرير البلدان على تنفيذ الاستراتيجية العالمية لصحة المرأة والطفل والمراهق (2016-2030) من خلال توفير المعلومات الشاملة اللازمة لاتخاذ قرار بشأن ما ينبغي عمله حيال صحة المراهقين وكيفية القيام بذلك.
وضيف “صحتكم تهمنا”، فادي جبران، رئيس جمعية “كُنْ هادي” للتوعية بالسلامة المرورية، هو الذي خسر ابنه الوحيد “هادي” في حادث سير مروّع.