عاممقالات

الركود و الكساد الإقتصادي .. ما الفرق بينهما؟ وأين يقع إقتصادنا حاليا؟

تم النشر في الجمعة 2018-03-02

 

الدكتور محمد محمود شمس

الحلقة الثانية

أشرنا في الحلقة الأولي الي دخول الإقتصاد السعودي مرحلة الركود نتيجة تدني حجم الناتج الوطني المحلي خلال الربعين الثاني والثالث من عام 2017 بالرغم ما وفره خادم الحرمين الشريفين للإقتصاد السعودي من ميزانية ضخمة بلغت 890 مليار ريال في عام 2017. وهنا أحب أن أنوه أنه من المؤكد وجود توجيهات عليا بإجراء عمليات تصحيح ضرورية وعاجلة للتخفيف من آثار الركود والخروج من دائرته. إن الأمر يحتاج وقت وعمل مضني من قبل وزارة المالية ومؤسسة النقد العربي السعودي ( في الواقع أكثر اللوم يقع عليهما لأنهما المستشاران الرئيسان للملك و ولي العهد و الذان لم يفطنا لمقدمات الركود الإقتصادي للتعامل معه) بجانب ضرورة تكاتف باقي المؤسسات الحكومية والخاصة.
والأسئلة الهامة هنا:
لماذا لم تستخدم السيولة النقدية الضخمة لإحتواء الركود الإقتصادي والتي لم ينخفض حجمها عن 1.8 ترليون ريال خلال طول عام 2017 ؟. وماذا عن استخدام ودائعنا بالبنوك الخارجية التي ارتفعت من 358 مليار ريال في يناير 2017 الي 378 مليار ريال في ديسمبر 2017؟ وماذا عن استثماراتنا في الأوراق المالية بالخارج والتي لم تنخفض عن 1.2 ترليون ريال خلال طول عام 2017 ؟. الجدير بالذكر أنه لا يمكن الخروج من الركود الإقتصادي بدون إستخدام نوعي و فعلي للسياستين المالية بواسطة وزارة المالية والنقدية بواسطة مؤسسة النقد.
الجدير بالذكر أن البنوك المركزية الأمريكية والأوربية واليابانية وهي المنوطة بالسياسة النقدية كانوا السبب الرئيسى للخروج من مرحلة الركود الإقتصادي العظيم الذي حل ببلادهم خلال الازمة المالية العالمية في 2008 وذلك بضخ سيولة نقدية QE وخفض أسعار الفائدة ( وليس سحب السيولة).
الجدير بالذكر أنه لا يوجد إقتصاد دولة في العالم إلا و شهد علي الأقل ركود إقتصادي أو أكثر خلال النصف قرن الماضي ولكن تفاوتت درجات الركود الاقتصادي من دولة الي أخري ومن ركود إلي آخر. و إن ركودنا الإقتصادي الحالي هو الأقل وطئا. هذا وقد كان لمنظمة الأوبك دور كبير في الركود الاقتصادي الذي استمر 16 شهر من نوفمبر 1973 الي مارس 1975 نتيجة ارتفاع أسعار البترول بنسبة 400 % بعد حرب اكتوبر 1973.
ان التاريخ يذكرنا أيضا بأن إستقالة رئيسة وزراء انجلتري مارجريت ثاتشر في نوفمبر 1990 وخسارة الرؤساء الأمريكيين جمي كارتر ( 1981 -1977) و جورج بوش الاب (1993 – 1989) في الإنتخاباتالأمريكية كانت بسبب عدم نجاح السياستين المالية والنقدية في التعامل مع الركود الإقتصادى.
أسأل الله العلي العظيم التوفيق لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في إدارة دفة إقتصادنا بالتوجيه الصائب والمعتاد لوزارة المالية ومؤسسة النقد العربي السعودي للخروج من المرحلة الحالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock