مقالات

ارتفاع الأسعار قدر واحتيال

هناء مكي

تم النشر في الأثنين 2022-04-25

في كل عام من شهر رمضان الـكريم يمكن للناس قياس الأسعار ومقارنتها، وفي كل عام يمكن ملاحظة ارتفاع الأسعار بطريقة غير منطقية، غير أن هذا العام بدا ارتفاع الأسعار لـدرجة ملحوظة على أشياء بسيطة وارتفاع متسارع ومتزايد وبعضها بلا مبرر، فحتى لو ارتفع سعر الغذاء في الخارج هل يمكن أن يصل لنا في يوم واحد؟. وماذا عن المنتجات الموجودة والمخزنة؟، هي طلبات تصل قبل مدة حتى تفي بمتطلبات موسم شهر رمضان، ولكن استغلال بعض التجار لأحداث عالمية تجعلهم يقتنصون فرصًا مثل هذه، والمشكلة ليس التاجر وحده مَن يطمع في ذلك، فحتى بائع صغير «لسندويتش الكبدة والشاورما» رفع سعرها على الرغم من بقاء أسعار الخبز المدعومة كما هي.

الغريب على ذكر الخبز أن طريقة الاحتيال في رفع سعره مضحكة، ولكن للأسف عليها إقبال، فالـيوم تتفنن المخابز بالـذات مخابز الهايبر ماركت في صنع أنواع من خبز البروتين أو خبز الطاقة أو خبز بالحبوب ليرفعوا سعره مضاعفا 8 مرات عن الخبز العادي. فرفع الأسعار اليوم لا يقتصر على الحدث والمواسم إنها بعض الحيل، التي تنتج من أفكار أصحاب مشاريع مختلفة، فسندوتيشات الـكبدة والـشاورما في المحلات الـصغيرة، الـتي ضايقنا ارتفاعها الـبسيط، يمكن أن تجدها في أحد المطاعم بالـذات، التي تفتح حديثا بسعر اعتبره خياليًا، فالارتفاع قد يصل إلى نسبة 80 بالمئة ولا طعم، وهذا حدث لي شخصيًا. ولكن على ماذا يرتكز مثل هؤلاء حين يسعّرون منتجاتهم بهذه الـطريقة الـلا منطقية؟ فحتى مشاريع المنازل والطبخ المبيع، فالبعض يجد أن من الجودة إكساب مشروعه وتقييم منتجاته بتسعير باهظ مما يؤدي إلى فشل المشروع، وبالتالي الخسارة حتى لو صمد لبعض الـوقت، فأغلب مشاريع الوجبات اليوم تبيع «السندوتش» الواحد بسعر الوجبة في أشهر مطعم «الوجبات السريعة» ، لذا يجعلك ترجح طلب وجبة من مطعم معتمد أفضل وأرخص.

الفكرة في أن الجشع في السوق هو ما يحكم الآن؛ مما جعل العديد من ربات البيوت يصنعن منتجاتهن بأنفسهن حتى الملابس والعبايات، فهل نعود لمثل هذه الأزمنة، أعتقد أن العامين الـفائتين قد كانا كافيين لـنجاح هـذه الفكرة والتوسع فيها.

وبالعودة لارتفاع الأسعار الغذائية، الارتفاع الحقيقي لـلأسعار لـم يصلنا بعد ولـكنه بدأ بالفعل، فشركات عالمية قامت برفع أسعارها بعد شهر واحد من الحرب الروسية الأوكرانية، الـتي توقعت أن تنتهي خلال شهر ولـكن ما دامت قائمة، فالارتفاع بالـذات على المنتجات الغذائية سيكون حقيقيا خلال الأشهر القادمة أو بعد نفاد المخزون المتوافر في السوق المحلية، ولـيس فقط على المنتجات الـغذائية، فأغلب الدول الأوروبية سوف تتضرر بالذات من تملك استثمارات ومصانع في أوكرانيا، هنا يمكن أن تتشكل أزمات حقيقية، وأن تغلق العديد من المشاريع الصغيرة القائمة، فإحدى أكبر شركات الأغذية العالمية على سبيل المثال قامت مؤخرًا برفع أسعار منتجاتها لأول مرة منذ عشر سنوات، ناهيك عن أسعار الشحن والجمارك والـتأمين علـيها في ظل الحرب ارتفعت هي الأخرى، ولكن ارتداد الارتفاع سيحدث تباعا لا يحدث لمجرد انتشار الخبر، وهذا ما يفعله الناس هنا، بالذات وأن الأسباب هي أزمة حرب وعادة ما تكون مؤقتة حتى انتهاء الحدث.

نقلا عن اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock