عاممقالات

أولي هانسن يكتب لـ” المستهلك” ما بين حافة الهاوية وفرص العودة

تم النشر في الأحد 2018-02-25

أولي هانسن ، رئيس استراتيجية السلع لدى ’ساكسو بنك‘

شهدت سوق السلع تداولاً عند مستويات أفقيّة خلال الأسبوع، وأظهر ’مؤشر بلومبرج للسلع‘ تحقيق مكاسب في قطاع الطاقة، والتي قابلتها خسائر في قطاع المعادن الصناعية والثمينة. وتداول القطاع الزراعي بشكل أفقي بعد شهرٍ من المكاسب القوية، خاصةً على صعيد المحاصيل الرئيسية.

ووفر التقرير الأسبوعي الصادر مؤخراً عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية جرعة ثلاثية من الأنباء الداعمة للصعود، حيث تزامن ذلك مع ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى المقاومة عند 63.15 دولاراً للبرميل. وجاء ذلك بعد انخفاض موسمي مفاجئ للمخزون نتيجة ارتفاع الصادرات، مع العلم أن الإنتاج بقي ثابتاً بعد قفزة جديدة في مستوياته.

وفي الوقت نفسه، شهد الذهب أسوأ أسبوعٍ له منذ مطلع شهر ديسمبر، وذلك على خلفية تنامي انتعاش الدولار، وتبنّي وجهات نظر متشددة في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، إلى جانب ارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات بنحو 3٪، وهو مستوى لم نشهده منذ رفضه خلال ديسمبر 2013.

ولاشك أن الإخفاق الخامس على التوالي (منذ عام 2014) في تحقيق كسرٍ صعودي تسبب في تأجيج المخاوف قصيرة الأجل بشأن احتمال حدوث موجة تصحيح عميقة التأثير.

 

 

 

 

 

 

 

الأوضاع الجيوسياسيّة

انعقدت خلال الأسبوع الماضي فعاليات ’مؤتمر ميونيخ للأمن‘ السنوي تحت شعار ’إلى حافة الهاوية – والعودة‘. ولسوء الحظ أكدت جميع المؤشرات على تفاقم الصراعات، كما خيّمت على المؤتمر أجواء انعدام الثقة بوضوح بين القوى العالمية الكبرى.

 

وسلّط المؤتمر الضوء على العديد من المخاطر والمخاوف الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وروسيا، وبين الغرب وكوريا الشمالية، وبين أوروبا وتركيا، إضافةً إلى حالة منطقة الشرق الأوسط.

 

كما ناقش المؤتمر جملة من المخاطر الأخرى المقلقة، ولاسيما تهديدات الأمن السيبراني، وارتفاع حدّة التوترات التجارية العالمية، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين؛ حيث أصدرت وزارة التجارة الأمريكية مؤخراً توصياتها بتقييد واردات الصلب والألمنيوم من الصين. ويمهد هذا الاقتراح، الذي ينتظر حالياً موافقة الرئيس ترامب، فرض رسومٍ عقابية على الواردات من 5 موردين رئيسيين، من بينهم الصين وروسيا.

 

ومن منظورٍ عالمي، نرجح أن يكون تأثير هذا المقترح محدوداً، ولكن الخطر الأكبر هنا يتمثل في احتمال تطبيق إجراءات انتقاميّة فيما يخص الواردات الأمريكية، ليس فقط من الصين فحسب، بل وأيضاً من البلدان الأخرى التي شملها المقترح. وبموازاة ذلك، من المرجح أن تستمد أسعار أسهم منتجي الصلب والألمنيوم في الولايات المتحدة دفعة قوية، في وقتٍ قد تواجه فيه الشركات الأمريكية المصنّعة لمنتجات هذه المعادن عوائق تفضي إلى انخفاض التنافسيّة، وذلك بالنظر إلى تأثير ارتفاع أسعار منتجات الصلب والألمنيوم المُنتجة محلياً.

من جهة ثانية، تراجعت المعادن الصناعية بشكل عام بالتوازي مع عودة المستثمرين الصينيين إلى السوق من انتهاء عطلة رأس السنة الجديدة. ويعزى ضعف الذهب إلى تعافي الدولار، وزيادة التوقعات حول قيام لجنة السوق الفدرالية المفتوحة برفع أسعار الفائدة، إلى جانب سعي الصين لتخفيض المديونيّة من أجل التمهيد لمسار نموٍ أكثر استدامة.

وحيث أن المستثمرين يترقبون انتعاشاً متوقعاً للطلب الصيني بعد انتهاء عطلة رأس السنة الصينية الجديدة، تبدو المخاطر الهبوطية محدودة في الفترة الراهنة، خصوصاً وأن عقود النحاس عالي الجودة تشهد تداولاً عند نطاق يتراوح بين 3 و3,3 دولار للرطل.

قطاع السلع الغذائية يسلك منحنىً مستقلاً

يبدو أن القطاع الزراعي، ممثلاً بالحبوب، قد استفاق من سُبات استمر لعدّة لسنوات؛ ولكن المستويات المرتفعة بشكل قياسي للمخزون تواجه تحديات تتعلق بالتوقعات غير المؤكدة إزاء الإنتاج. وخلال الشهر الماضي، شهدنا ارتفاعاً في تأثيرات الطقس، وهو ما جاء بعد تسجيل درجات حرارة مرتفعة بشدة في نصف الكرة الجنوبي، وبرودة شديدة في نصف الكرة الشمالي، الأمر الذي أثر على مجموعة متنوعة من السلع الغذائية بما يشمل فول الصويا والقمح والكاكاو.

وجاء الدعم الإضافي في هذا السياق من ضعف الدولار، ونمو الطلب بقوة، وارتفاع أسعار الطاقة، فضلاً عن توافر تغطية قصيرة الأجل من صناديق التحوط التي عمدت خلال الأسابيع الأربعة الماضية إلى تخفيض مراكز التداول قصيرة الأجل للحبوب بشكل قياسي إلى مستويات محايدة.

وشهدنا في الآونة الأخيرة ارتفاعاً في المحاصيل الرئيسية ممثلةً بفول الصويا نتيجة انخفاض الناتج الوارد من الأرجنتين؛ ونرجح توقّف ذلك الارتفاع قبل حلول شهر مارس الذي ينطوي على أهمية كبيرة. وسيتأكد حدوث ذلك بالتوازي مع تحديد حجم حصاد المحاصيل في أمريكا اللاتينية، وبدء الموسم الزراعي في الولايات المتحدة، وصدور أنباءٍ بشأن كميات ونوع المحاصيل التي ينوي المزارعون الأمريكيون التركيز عليها.

الوفود المشاركة في “الأسبوع الدولي للبترول” تركز على تضاؤل المخزونات وارتفاع الإنتاج من الدول خارج أوبك

شهد الأسبوع الماضي انعقاد فعاليات “الأسبوع الدولي للبترول” في لندن، الذي يعد أكبر ملتقىً سنوي للمدراء التنفيذيين في قطاع النفط، وذلك بحضور ممثلين عن شركات النفط والغاز والتجار والوزراء. ورغم توافق الآراء خلال المنتدى حول ارتفاع الأسعار بسبب التخفيضات الطوعية الناجحة والمستمرة في الإنتاج من قبل الأعضاء داخل وخارج منظمة ’أوبك‘، لاحت في الأفق بوادر انعدامٍ لليقين نتيجة احتمال أن يعاود الأعضاء من خارج المنظمة زيادة إنتاج.

وقد تم تسليط الضوء على هذه القضية من قِبل وكالة الطاقة الدولية التي تتوقع بدورها تزايد الطلب العالمي خلال عامي 2018 و2019 نتيجة ارتفاع إنتاج الدول خارج ’أوبك‘.

هيوستن، هناك مشكلة … النفط خفيف جداً

أصبحت الفائدة الفعلية للنفط الصخري إحدى أبرز مكامن القلق التي حظيت مؤخراً باهتمام لافت، وذلك بسبب الجودة المميزة لهذا النفط الخفيف، والتي تحدّ بشكل كبير من الحاجة للاستعانة بمصافي التكرير. ونعتقد أن النمو الحالي في الإنتاج النفطي الأمريكي يأتي من الآبار التي تُنتج النفط الخام الخفيف جداً، والذي يسفر خلال عملية التكرير عن كميّات أقل من نواتج التقطير المتوسطة مثل وقود الديزل ووقود الطائرات، واللذان يمثلان مجالات نمو رئيسية عندما يتعلق الأمر بالطلب المستقبلي.

وعلى مدى العقود القليلة الماضية، استعدت منظومة التكرير الأمريكيّة إلى معالجة أنواع الوقود الثقيل من بلدان مثل فنزويلا وكندا ومنطقة الشرق الأوسط؛  والتالي فإن الولايات المتحدة بحاجة ماسّة ومتزايدة للمشترين الأجانب من أجل بيع نفطها الخام الخفيف، وهو أمر يسهم حالياً في تعزيز الصادرات.

النفط الخام يتلقى دفعة قويّة من البيانات الأمريكية

وفر التقرير الأسبوعي الذي صدر مؤخراً عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية جرعة ثلاثية من الأنباء الداعمة للصعود، حيث تزامن ذلك مع ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى المقاومة عند 63.15 دولاراً للبرميل. وجاء ذلك في أعقاب انخفاضٍ موسمي مفاجئ للمخزون، والذي جاء مدفوعاً بارتفاع الصادرات، مع العلم أن الإنتاج بقي ثابتاً بعد قفزة جديدة في مستوياته.

وقد أفضى ذلك إلى ارتداد سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 61.8٪ عن موجة البيع المُسجلة خلال شهري يناير وفبراير. ومن شأن حدوث كسرٍ لهذا المستوى أن يقدّم مؤشراً قوياً على أن السوق قامت بتأسيس قاعٍ سعري في أعقاب موجة التصحيح الأخيرة. وبشكل عام، يحافظ المتداولون على توقعات صعوديّة، علماً أن حالة الضعف الأخيرة لا تتسبب سوى بانخفاضٍ طفيف في حجم الرهانات الصعودية القياسية التي شهدها الشهر الماضي بخصوص النفط الخام والمنتجات ذات الصلة

الأوضاع الجيوسياسيّة

 

انعقدت خلال الأسبوع الماضي فعاليات ’مؤتمر ميونيخ للأمن‘ السنوي تحت شعار ’إلى حافة الهاوية – والعودة‘. ولسوء الحظ أكدت جميع المؤشرات على تفاقم الصراعات، كما خيّمت على المؤتمر أجواء انعدام الثقة بوضوح بين القوى العالمية الكبرى.

 

وسلّط المؤتمر الضوء على العديد من المخاطر والمخاوف الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وروسيا، وبين الغرب وكوريا الشمالية، وبين أوروبا وتركيا، إضافةً إلى حالة منطقة الشرق الأوسط.

 

كما ناقش المؤتمر جملة من المخاطر الأخرى المقلقة، ولاسيما تهديدات الأمن السيبراني، وارتفاع حدّة التوترات التجارية العالمية، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين؛ حيث أصدرت وزارة التجارة الأمريكية مؤخراً توصياتها بتقييد واردات الصلب والألمنيوم من الصين. ويمهد هذا الاقتراح، الذي ينتظر حالياً موافقة الرئيس ترامب، فرض رسومٍ عقابية على الواردات من 5 موردين رئيسيين، من بينهم الصين وروسيا.

 

ومن منظورٍ عالمي، نرجح أن يكون تأثير هذا المقترح محدوداً، ولكن الخطر الأكبر هنا يتمثل في احتمال تطبيق إجراءات انتقاميّة فيما يخص الواردات الأمريكية، ليس فقط من الصين فحسب، بل وأيضاً من البلدان الأخرى التي شملها المقترح. وبموازاة ذلك، من المرجح أن تستمد أسعار أسهم منتجي الصلب والألمنيوم في الولايات المتحدة دفعة قوية، في وقتٍ قد تواجه فيه الشركات الأمريكية المصنّعة لمنتجات هذه المعادن عوائق تفضي إلى انخفاض التنافسيّة، وذلك بالنظر إلى تأثير ارتفاع أسعار منتجات الصلب والألمنيوم المُنتجة محلياً.

 

من جهة ثانية، تراجعت المعادن الصناعية بشكل عام بالتوازي مع عودة المستثمرين الصينيين إلى السوق من انتهاء عطلة رأس السنة الجديدة. ويعزى ضعف الذهب إلى تعافي الدولار، وزيادة التوقعات حول قيام لجنة السوق الفدرالية المفتوحة برفع أسعار الفائدة، إلى جانب سعي الصين لتخفيض المديونيّة من أجل التمهيد لمسار نموٍ أكثر استدامة.

 

وحيث أن المستثمرين يترقبون انتعاشاً متوقعاً للطلب الصيني بعد انتهاء عطلة رأس السنة الصينية الجديدة، تبدو المخاطر الهبوطية محدودة في الفترة الراهنة، خصوصاً وأن عقود النحاس عالي الجودة تشهد تداولاً عند نطاق يتراوح بين 3 و3,3 دولار للرطل.

 

قطاع السلع الغذائية يسلك منحنىً مستقلاً

 

يبدو أن القطاع الزراعي، ممثلاً بالحبوب، قد استفاق من سُبات استمر لعدّة لسنوات؛ ولكن المستويات المرتفعة بشكل قياسي للمخزون تواجه تحديات تتعلق بالتوقعات غير المؤكدة إزاء الإنتاج. وخلال الشهر الماضي، شهدنا ارتفاعاً في تأثيرات الطقس، وهو ما جاء بعد تسجيل درجات حرارة مرتفعة بشدة في نصف الكرة الجنوبي، وبرودة شديدة في نصف الكرة الشمالي، الأمر الذي أثر على مجموعة متنوعة من السلع الغذائية بما يشمل فول الصويا والقمح والكاكاو.

 

وجاء الدعم الإضافي في هذا السياق من ضعف الدولار، ونمو الطلب بقوة، وارتفاع أسعار الطاقة، فضلاً عن توافر تغطية قصيرة الأجل من صناديق التحوط التي عمدت خلال الأسابيع الأربعة الماضية إلى تخفيض مراكز التداول قصيرة الأجل للحبوب بشكل قياسي إلى مستويات محايدة.

 

وشهدنا في الآونة الأخيرة ارتفاعاً في المحاصيل الرئيسية ممثلةً بفول الصويا نتيجة انخفاض الناتج الوارد من الأرجنتين؛ ونرجح توقّف ذلك الارتفاع قبل حلول شهر مارس الذي ينطوي على أهمية كبيرة. وسيتأكد حدوث ذلك بالتوازي مع تحديد حجم حصاد المحاصيل في أمريكا اللاتينية، وبدء الموسم الزراعي في الولايات المتحدة، وصدور أنباءٍ بشأن كميات ونوع المحاصيل التي ينوي المزارعون الأمريكيون التركيز عليها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوفود المشاركة في “الأسبوع الدولي للبترول” تركز على تضاؤل المخزونات وارتفاع الإنتاج من الدول خارج أوبك

 

شهد الأسبوع الماضي انعقاد فعاليات “الأسبوع الدولي للبترول” في لندن، الذي يعد أكبر ملتقىً سنوي للمدراء التنفيذيين في قطاع النفط، وذلك بحضور ممثلين عن شركات النفط والغاز والتجار والوزراء. ورغم توافق الآراء خلال المنتدى حول ارتفاع الأسعار بسبب التخفيضات الطوعية الناجحة والمستمرة في الإنتاج من قبل الأعضاء داخل وخارج منظمة ’أوبك‘، لاحت في الأفق بوادر انعدامٍ لليقين نتيجة احتمال أن يعاود الأعضاء من خارج المنظمة زيادة إنتاج.

 

وقد تم تسليط الضوء على هذه القضية من قِبل وكالة الطاقة الدولية التي تتوقع بدورها تزايد الطلب العالمي خلال عامي 2018 و2019 نتيجة ارتفاع إنتاج الدول خارج ’أوبك‘.

 

هيوستن، هناك مشكلة … النفط خفيف جداً

 

أصبحت الفائدة الفعلية للنفط الصخري إحدى أبرز مكامن القلق التي حظيت مؤخراً باهتمام لافت، وذلك بسبب الجودة المميزة لهذا النفط الخفيف، والتي تحدّ بشكل كبير من الحاجة للاستعانة بمصافي التكرير. ونعتقد أن النمو الحالي في الإنتاج النفطي الأمريكي يأتي من الآبار التي تُنتج النفط الخام الخفيف جداً، والذي يسفر خلال عملية التكرير عن كميّات أقل من نواتج التقطير المتوسطة مثل وقود الديزل ووقود الطائرات، واللذان يمثلان مجالات نمو رئيسية عندما يتعلق الأمر بالطلب المستقبلي.

 

وعلى مدى العقود القليلة الماضية، استعدت منظومة التكرير الأمريكيّة إلى معالجة أنواع الوقود الثقيل من بلدان مثل فنزويلا وكندا ومنطقة الشرق الأوسط؛  والتالي فإن الولايات المتحدة بحاجة ماسّة ومتزايدة للمشترين الأجانب من أجل بيع نفطها الخام الخفيف، وهو أمر يسهم حالياً في تعزيز الصادرات.

 

النفط الخام يتلقى دفعة قويّة من البيانات الأمريكية

 

وفر التقرير الأسبوعي الذي صدر مؤخراً عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية جرعة ثلاثية من الأنباء الداعمة للصعود، حيث تزامن ذلك مع ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى المقاومة عند 63.15 دولاراً للبرميل. وجاء ذلك في أعقاب انخفاضٍ موسمي مفاجئ للمخزون، والذي جاء مدفوعاً بارتفاع الصادرات، مع العلم أن الإنتاج بقي ثابتاً بعد قفزة جديدة في مستوياته.

 

وقد أفضى ذلك إلى ارتداد سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 61.8٪ عن موجة البيع المُسجلة خلال شهري يناير وفبراير. ومن شأن حدوث كسرٍ لهذا المستوى أن يقدّم مؤشراً قوياً على أن السوق قامت بتأسيس قاعٍ سعري في أعقاب موجة التصحيح الأخيرة. وبشكل عام، يحافظ المتداولون على توقعات صعوديّة، علماً أن حالة الضعف الأخيرة لا تتسبب سوى بانخفاضٍ طفيف في حجم الرهانات الصعودية القياسية التي شهدها الشهر الماضي بخصوص النفط الخام والمنتجات ذات الصلة.

 

 

من ناحيةٍ أخرى، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط عن المستوى القياسي الذي لامسه خلال شهر أبريل، ليصل بذلك إلى مستوى المقاومة عند 63.15 دولار، وهو ما يمثل ارتداداً بنسبة 61.8٪ عن موجة البيع المُسجلة خلال شهري يناير وفبراير. ومن شأن حدوث كسر المستوى أعلاه أن يشير إلى تأسيس قاعٍ قصير الأجل، مع احتمال أن تكون العوامل الخارجية المؤثرة على شكل تحركاتٍ في المخزونات والدولار.

 

المصدر: ساكسو بنك

 

وكما أشرنا أعلاه، فإن أسعار الذهب تتأثراً سلباً في الوقت الحاضر بارتفاع عوائد السندات وقوّة الدولار القوي، وتبنّي وجهات نظر متشددة في لجنة السوق المفتوحة الفدرالية. ومع ذلك، فإننا نتبنّى توقعات إيجابية نرتكز فيها على الاعتقاد بأن التضخم والمخاوف الجيوسياسية – الكثيرة حالياً- والمخاطر المحتملة بحدوث انتكاسةٍ قوية لسوق الأسهم إلى جانب البيانات الاقتصادية التي جاعت أضعف من التوقعات ستواصل اجتذاب الطلب من المستثمرين ممن ينشدون الحماية الشاملة.

 

ويختبر الذهب حالياً خط الدعم من القاع المُسجّل خلال شهر ديسمبر، مع العلم أن حدوث كسرٍ سيشير إلى تكبّد مزيدٍ من الخسائر باتجاه المستوى 1300 دولار للأوقية، والذي يمثل مجال الدعم التقني والنفسي الرئيسي. ويوجد حالياً حاجز رئيسي فوق خط المقاومة المستمر منذ عدة سنوات عند 1365 دولار للأوقية، ويقف هذا الحاجز في طريق أي تمديدٍ محتمل لنطاق التداول الصعودي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock