عاممقالات

أنا السعوديُّ في حِلّي الأخضرِ 88

تم النشر في الأحد 2018-09-23

مناسبة طيبة، تحمل سنة بعد سنة، معانٍ وآفاق لا حدود لها، تستعيد فيه تاريخاً عريقاً، وتستحضر ذاكرة إنجازات بناء دولة مُهابة وعزيزة، اختاره الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – بمرسوم ملكي في 17 جمادى الأولى من عام 1351هـ ، يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام هذا الكيان العظيم الذي توارثته أطهر الأجيال من مُنجزات وإيجابيات مستقبل أزهى وأبهى يحلُم شعب أمنه الله على حرميه، ويفخرون بوطن هو كل الدُنا، هو مهوى أفئدة المسلمين، جامعاً شتات العالم بأجمل تنظيم لحج 1439هـ، بفضل الله وبالنهج القويم وقيادة حكومتنا الرشيدة مُنذ التأسيس، وتشريفنا بحكم الملك الحكيم سلمان وولى عهده الأمين محمد بن سلمان – حفظهما الله – لوطننا ثقله السياسي على كافة المستويات العربية والإسلامية والعالمية .
ولعل رؤيتنا القويمة وعمليات التطوير المستمر له مع سباق رمي وصل لعالمية الذكاء الاصطناعي الذي وضعتنا عليها رؤية 2030 والتحول الوطني بكافة مشاريعها التي تتسق مع مسار التاريخ السعودي، فلا غرو أن يومنا الوطني كل عام ليس مقتصرًا على المنجزات السياسية أو الحكومية بل هو احتفال بالدولة والشعب، وصولاً للوطن بأكمله.
إنّه التجدّد الذي تحمله في كل سنة، والإرادة والقيادة الواعية والمدركة لمسؤوليتها تجاه شعبها، المؤتمنة على مصيرهم، فكانت الإنجازات الكبرى، مشاريع إنمائية خلاقة كنيوم وغيرها، وأمن وأمان واستقرار، يبهر الناظر والمتابع والمُهتم.
إنّه “الوطن” في الرجال، أمانة لا جاهاً، خدمة لا افتخاراً، تكليفاً لا تشريفاً، رسالة مستدامة لا مروراً عابراً، رجال تحلّوا بالصبر والأناة والحكمة والرشاد، وحملوا مشعل الحق والعدل والاعتدال، فكانوا ممَّنْ قيل فيهم: “إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد”. فكانت المملكة هي الجامعة والحاضنة والراعية والمساندة لكل العرب، والمدافعة عن قضاياهم وشهد العالم انتصاراتها على قوى الغطرسة والبغي والعدوان، وهذا ليس إلا القليل من مفاعيل هذا اليوم ونتائجه.
ليست المناسبة بحد ذاتها، على بهجتها هي الهدف، إنّما ما تتضمّنه من التزام، عنوانه “رجال دولة” بنوا منارات للعلم والمعرفة والتقدّم، في مناسبة هي تذكرة وذكرى لما كان وما هو كائن واستبشاراً بما سيكون، كي يتذكّر ويتّعظ أولو الألباب.
وصدق الشاعر ابن الرومي:
وحبب أوطان الرجال إليهموا مآرب قضاها الشباب هنالكَ
رحم الله أولئك القادة الذين رحلوا، وحفظ وسدد لنا قيادتنا وأبقاهم ذخراً للإسلام والمسلمين وتحية إكبار لشعب المملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وشعبنا السعودي ومرابطينا على الحدود وشهدائنا وذويهم وكل الوطن غائب عنا أو معنا بخير.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock