مقالات

أسعار النفط واحتمالية تصاعد العنف في الشرق الأوسط.

سامر حسن محلل أسواق في XS.com

تم النشر في الثلاثاء 2024-03-12

يسجل النفط الخامين عبر كلا المعياريين الرئيسين تداولات هادئة اليوم مع خسائر طفيفة بنسبة 0.18% و0.15% تقريباً لكل من خام نفط غرب تكساس الوسيط (WIT) وخام برنت على التوالي.

تأتي التداولات الحذرة في سوق النفط مع حالة الترقب لسير التطورات العسكرية في الشرق الأوسط مع بداية شهر رمضان خصوصاً مع تضاؤل الأمل بالتوصل لوقف قريب لإطلاق النار.

فبعد خسارة فرصة التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار في غزة قبل دخول الشهر المقدس، أصبح العالم أكثر تخوفاً من دخول الصراع في مرحلة جديدة أكثر دموية.

عادة ما قد يشهد شهر رمضان ارتفاع منسوب العنف خصوصاً بجوار الأماكن المقدسة في القدس. حتى قبل الدخول في هذا الشهر يُتخوف من تنفيذ عملية برية واسعة في رفح وهي التي قد تكون ليست بعيدة الان مع انهيار المفاوضات. أما الأن، وإلى جانب المخاوف حول الأحداث الدموية التي قد تقع في رفح، فقد تدخل الضفة الغربية على نحو أكبر في هذا الصراع بالتزامن مع الأيام المقدسة لدى المسلمين.

التصعيد المرتقب في رفح أو الضفة الغربية في رمضان من شأنه أن يشكل المزيد من الضغط من الفاعليين الإقليميين أو الدوليين لوقف العنف. في ذات الوقت سيجع على المزيد من الأعمال الانتقامية التي قد تضرب المصالح الاقتصادية خصوصاً في البحر الأحمر وهذا ما قد تخشاه الأسواق بالفعل.

الإدارة الأمريكية الديمقراطية قد تسعى لاحتواء هذا التصعيد الذي يتزامن مع الموسم الانتخابي والذي يبدو أن الجمهوريين أوفر حظاً إلى الأن. حيث قال الرئيسي الأمريكي جو بايدن أن التسبب بوقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين في رفح هو خط أحمر.

بالطبع، على الرغم من العلاوة التي تحصل عليه أسعار النفط من الصراع في الشرق الأوسط، إلا أن هذا لا يبدو كافياً لمواجهة مخاوف استمرار الطلب الضعيف من الصين.

على الرغم من ذلك، فقد قامت أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، أرامكو، بزيادة توزيعات الأرباح السنوية بنسبة 30% لتقترب من 100 مليار دولار عن العام 2023، وفق ما أعلنته الشركة الأمس. فيما أن هذه الخطوة برفع التوزيعات على نحو ملحوظ تعكس تفاؤل الشركة فعلاً حول مستقبل نمو الطلب العالمي على النفط وهذا ما قد تحدث عنه الرئيسي التنفيذي أيضاً مع توقعاته بارتفاع الطلب خلال العام الحالي والمقبل.

أما هذا الأسبوع، نترقب جملة من البيانات الاقتصادية الهامة. فمن الولايات المتحدة، سنرى هذا الأسبوع قراءة شهر فبرير لمؤشر أسعار المستهلكين (CPI) مع التوقعات بتماسك التضخم السنوي عند 3.1% وتماسك تضخم أسعار المنتجين (PPI) عند 0.3% على أساس شهري.

فيما أن قراءات التضخم الأضعف من المتوقع قد تعزز من احتمالية خفض الفيدرالي لسعر الفائدة في يونيو خصوصاً مع تباطؤ نمو الأجور وارتفاع البطالة بشكل أكبر من المتوقع في فبراير وفق البيانات التي شهدناها يوم الجمعة ودفع عوائد سندات الخزانة للانزلاق نحو أدنى المستويات منذ أكثر من شهر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock