أخبار الاقتصاد

المهندس محمد المدرس الرئيس التنفيذي لشركة سيسكو في حوار خاص لـ “الاقتصاد”: 2 مليار ريال ايرادات متوقعة للشركة خلال الـ 5 سنوات القادمة.

تم النشر في الثلاثاء 2022-06-28

نسعى للاستحواذ على عدد من الشركات العاملة في قطاع الخدمات اللوجستية.

– التأثير على سلاسل الامداد العالمية لازال قائماً ونتوقع تحسن أداء أسواق الشحن الرئيسية مع نهاية العام الجاري.

– نخطط للتوسع في أفريقيا وآسيا في قطاع الموانئ وكذلك مشاريع تطوير الموانئ في المملكة.

– مليار ريال سعودي حجم استثماراتنا المستقبلية في قطاع الموانئ.

– استراتيجية الاندماج والاستحواذ لدينا مصممة لخلق القيمة وتعزيزها أينما وجدت آخذين في الاعتبار شروط وضوابط الاستثمار والحوكمة.

– موظفونا هم اللبنة الأساسية لنجاح أعمالنا ولدينا برامج تدريبية مستمرة لتطوير أداءهم.

حاوره . رئيس التحرير

أكد المهندس محمد المدرس الرئيس التنفيذي لشركة سيسكو، أن الخطة الاستراتيجية الخمسية التي أعلنتها “سيسكو” بداية عام 2021 تمضي وفقا لما هو مخطط لها، وأن رؤية “سيسكو” تتسق تماماً مع استراتيجية النقل والخدمات اللوجستية التي أطلقتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية تحت رعاية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأضاف أن “سيسكو” تساهم وبشكل فاعل في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وتراقب باستمرار فرص الاستثمار في قطاع الموانئ لتوسيع نطاق عملياتها داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. مشيرا الى أن دخول شركاء استراتيجيين جدد مع”سيسكو” – صندوق الاستثمارات العامة، وشركة كوسكو شيبينج بورت ليميتد- في مشروع شركة محطة بوابة البحر الأحمر، يعزز مسيرة تنفيذ الخطة الاستراتيجية الخمسية، لا سيما فيما يتعلق بفرص التوسع في أفريقيا وآسيا ومشاريع تطوير الموانئ في المملكة العربية السعودية، جاء ذلك في حوار خاص لـ الاقتصاد تناول العديد من المحاور الهامة وإلى تفاصيل الحوار…

– بداية هل يمكن أن تحدثونا عن المشاريع الاستراتيجية التي تعتزم الشركة الدخول فيها وماهي أبرز مشاريعكم حالياً؟

سيسكو هي شركة استثمارية استراتيجية في قطاعات متخصصة لتطوير البنية التحتية للمملكة العربية السعودية. تشمل محفظة الشركة الاستثمارية عدداً من المشاريع والأصول ذات الجودة العالية في ثلاث قطاعات رئيسية – الموانئ ومحطات الحاويات، تطوير الخدمات اللوجستية والصناعية والمناطق الحرة، أنظمة المياه وتشمل محطات انتاج المياه ومعالجتها وتوزيعها للمناطق الصناعية وخدمة العملاء.

في عام 2021، أعلنا عن إطلاق خطتنا الإستراتيجية الخمسية الجديدة التي تهدف إلى مضاعفة الإيرادات لتصل إلى ملياري ريال. ونحن نسعى لتحقيق ذلك من خلال مزيج متناسق يجمع بين التطوير والاستثمار في المشروعات القائمة حالياً والمستقبلية والسعي للاستحواذ على كيانات قائمة، التي تحقق تناغم وفائدة مع أصولنا وخبراتنا الحالية لبناء منصة لوجستية متكاملة في المملكة من شأنها كسب وتعزيز قيمة أكبر عبر سلاسل الإمداد اللوجستية.

وعلى سبيل المثال، استحواذنا المباشر على حصة 31.7% من أسهم شركة جرين دوم من خلال شركة لوجي بوينت التابعة لنا في مارس 2022، وبذلك حققنا خطوة إضافية من بناء منصة لوجستية متكاملة، لتمثل ركيزة أساسية لاستراتيجيتنا الرامية بشكل رئيسي إلى تحقيق تناغم متكامل في محفظة أعمالنا.

وعلى صعيد قطاع خدمات المياه، نسعى في الوقت الحاضر للاستفادة من خطط المملكة الطموحة لتخصيص الخدمات الحكومية، بما يتيح لنا تصدر قائمة مقدمي خدمات المياه المتكاملة في المملكة.  وقد نجحنا بفضل الله بالحصول على عدد من هذه المشاريع لتطوير وبناء وتشغيل محطات جديدة لمعالجة المياه في كل من الطائف والمدينة المنورة وتبوك وبريدة.

كذلك لدينا خطة مكثفة لعمليات الاستحواذ والاندماج في قطاعي الموانئ والخدمات اللوجستية، بما يحقق المزيد من التقدم في خطتنا الاستراتيجية الخمسية. ونحن نتطلع للإعلان عن تلك الفرص الاستثمارية في المستقبل القريب بإذن الله.

– كيف واجهتم تأثيرات جائحة كوفيد- 19؟ وماهي الجهة/ الأنشطة الأكثر تأثرا بهذه الجائحة؟ وهل أثرت مشاكل سلاسل الإمداد على أعمال الشركة؟

مما لا شك فيه أن العالم بأجمعه قد تأثر بتلك التحديات في كافة القطاعات، إلا أن إيراداتنا وأرباحنا خلال الربع الأول من هذا العام قد تأثرت نوعاً ما بسبب عودة تشديد القيود لمواجهة انتشار فيروس كورونا في أسواق التصدير الرئيسية (ولا سيما الأسواق الآسيوية) مما أدى إلى تباطؤ حركة النقل والشحن في الموانئ العالمية وقطاعات الخدمات اللوجستية. لكن وعلى الرغم من احتمال استمرار ذات التأثير في الربع الثاني، إلا أننا نتوقع أن يتحسن الأمر لرفع أداء سلاسل الإمداد والشحن البحري في وقت لاحق من العام الجاري، مما سيؤثر بشكل إيجابي على قطاعات الموانئ والخدمات اللوجستية.

– هل تعتزمون الدخول في مشاريع لقطاع الموانئ ضمن شركة بوابة البحر الأحمر؟

محطة بوابة البحر الأحمر هي أكبر مشغل لموانئ الحاويات في المملكة العربية السعودية وتمتلك شركة سيسكو ما نسبته36.4% في الشركة. وشكلت إيرادات شركة محطة بوابة البحر الأحمر نسبة 79% من إيراداتنا الإجمالية في الربع الأول من عام 2022.

نحن نراقب باستمرار فرص الاستثمار في قطاع الموانئ لتوسيع نطاق عملياتنا داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. ومع دخول شركاء استراتيجيين جدد معنا في هذا النشاط والمتمثل بصندوق الاستثمارات العامة، وشركة كوسكو شيبينج بورت ليميتد في مشروع شركة محطة بوابة البحر الأحمر في العام الماضي، فإننا متحمسون جداً ومتفائلون باستكمال مسيرة تنفيذ خطتنا الاستراتيجية الخمسية، لا سيما فيما يتعلق بفرص التوسع في أفريقيا وآسيا ومشاريع تطوير الموانئ في المملكة العربية السعودية.

– هل لدى الشركة مساهمة في مشاريع المملكة 2030؟ وماهي الفرص التي ترونها سانحة لمشاركتكم بشكل أو بآخر؟

تعد قطاعات أعمالنا الرئيسية، والمتمثلة في الموانئ والخدمات اللوجستية والمياه، من ضمن المجالات الرئيسية التي تستهدفها خطط النمو في رؤية المملكة لعام 2030وتخدم صلب الأهداف الرئيسية لتحقيق هذه الرؤية الطموحة.

فعلى سبيل المثال، تهدف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية إلى جعل المملكة العربية السعودية منصة ومركزاً عالمياً لخدمات النقل والخدمات اللوجستية وإلى زيادة سعة الموانئ ومحطات الحاويات.  وتنسجم استراتيجيتنا الخمسية الحالية والقائمة لإنشاء منصة لوجستية متكاملة وهي متماشية تماماً مع هذه الرؤية. حيث نسعى لتطوير وبناء مرافق وخدمات لوجستية عالية المستوى في المملكة، بما يسهم في رفع مكانة المملكة العربية السعودية كمركز لوجستي عالمي رائد.

أما بالنسبة لقطاع خدمات المياه، فتهدف الإستراتيجية الوطنية للمياه إلى زيادة مشاركة القطاع الخاص في البنية التحتية في خدمات المياه في المملكة، ونرى فرصة كبيرة لنا من خلال مشاركتنا في هذا القطاع وخلق قيمة إضافية لهذا القطاع وللمستهلكين على حد سواء، وقد نجحنا فعلاً في هذا المجال من خلال مشاركتنا الفعالة في عدد من هذا المشاريع المستقبلية الطموحة.

نحن نهدف فعلاً لتحقيق نمو طويل الأمد لمساهمينا، وللمشاركة الفعالة في تنوع اقتصاد المملكة وتعزيز نموه، من خلال ضمان توافق أهدافنا الاستراتيجية بشكل متكامل مع رؤية المملكة لعام 2030.

– كيف واجهتم ارتفاع التكاليف التشغيلية في الشركات التابعة لكم؟

استقرت قاعدة التكاليف التشغيلية في الربع الأول من عام 2022 باستثناء حدوث عدد من الأحداث المنفردة (غير المتكررة) خلال الربع، والتي أدت إلى ارتفاع التكاليف بشكل عام ونتوقع استقرار إجمالي التكلفة التشغيلية لدينا في المستقبل.

تظل الكفاءة التشغيلية أولوية رئيسية وجزءاً مهماً من استراتيجيتنا لتحقيق قيمة طويلة الأجل لمساهمينا. ونحن نسعى دائماً لتحديد أفضل الفرص التي تقدم لنا مستواً أعلى من الكفاءة على نطاق محفظتنا الاستثمارية وفقاً لمتطلبات الأعمال نفسها.

– ماهي أهم مشاريع الدمج والاستحواذ لديكم؟

يعد استثمارنا في مشروع محطة بوابة البحر الأحمر أحد أكثر استثماراتنا نجاحاً حتى الآن، ومثال يحتذى به لتأكيد قدرة نموذج عملنا على خلق وإضافة القيمة، حيث قمنا بتطوير محطة بوابة البحر الأحمر كمشروع جديد في عام 2009 ليصبح اليوم أكبر مشغل لموانئ الحاويات في المملكة العربية السعودية. وفي عام 2021، استقطبنا شركاء استراتيجيين وقمنا ببيع جزء أقلية من حصتنا في الشركة إلى شركاء عالميين مثل صندوق الاستثمارات العامة وشركة كوسكو شيبينج بورت ليميتد، الصفقة التي نتج عنها عائدات جيدة لشركتنا. ونعتبر ما تم تحقيقه إنجازاً هاماً ودليلاً على صلابة وفاعلية استراتيجيتنا ونموذج عملنا، وبناءً على هذه الاستراتيجية سنستمر بتوجيه الجزء الأكبر من هذه العوائد إلى عمليات الاستحواذ وتنمية أعمالنا الحالية. وقمنا بالاستحواذ على حصة فعالة في شركة (جرين دوم) والتي قامت بدورها على الاستحواذ على شركة (إيليت) وهي شركة رائدة في قطاع الخدمات اللوجستية في منطقة الخليج العربي. وسنستمر على هذا النهج بإذن الله للوصول وتحقيق جميع أهدافنا للخطة الاستراتيجية القادمة.

– ما هو رأيكم في استراتيجية النقل والخدمات اللوجستية التي أطلقتها وزارة النقل؟ وكيف يمكن أن تؤثر على أنشطة عمل الشركة؟

تتسق رؤية شركة سيسكو تماماً وبشكل استراتيجي مع استراتيجية النقل والخدمات اللوجستية التي أطلقتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية، تحت رعاية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، حيث ستمكننا من تقديم مساهمات فعالة واسعة النطاق في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030. فهي تطرح إطاراً تشريعياً يخدم وبقوة أهداف الشركة، ونتوقع أن تؤتي هذه الاستراتيجية ثمارها لينعكس أثرها إيجابياً على نشاطاتنا.

– ما هو حجم الفرص المتاحة في الموانئ السعودية؟ وما هو حجمها الاستثماري؟

توجد العديد من الفرص الاستثمارية في قطاع الموانئ بالمملكة بشكل عام، ونحن نتابع عن كثب عدداً من الفرص الاستثمارية في هذا القطاع محلياً ودولياً، ونقوم بدراستها بشكل تفصيلي. كما لا يخفى عليكم بأننا خلال العاميين الماضيين وخلال العام القادم قد استثمرنا وسنستثمر قرابة المليار ريال سعودي إضافية في قطاع الموانئ فقط.

– سبق أن تحدثت عن دراسة خطة الاستثمار الاستراتيجية المتعلقة بصفقة استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي، فإلى أين وصلتم على هذا المستوى؟ وكيف ترون تأثير هذه الصفقة في مسيرة الشركة الاستثمارية؟

إن وجود صندوق الاستثمارات العامة معنا كشريك استراتيجي في أحد أهم مشاريعنا يضيف قيمة كبيرة لأعمالنا على العديد من الأصعدة ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، إضافة قيمة فعالة لمشاريعنا المستقبلية محلياً ودولياً وذلك من الناحية الاقتصادية والتجارية والتسويقية. كذلك وجود شريك مستثمر معنا على هذا المستوى العالمي يعزز من قيمة الشركة السوقية ومن مصداقية أدائها وأنظمتها وضوابط الحوكمة لدينا مما يؤكد على نجاح سيسكو بتطوير هذا النوع من المشاريع ونجاحها في هذا القطاع وكافة القطاعات الأخرى.

– ماهي أبرز خطط الدمج والاستحواذ خارج السعودية ولماذا توجهتم للخارج؟

تتركز سياسة سيسكو للاستثمار داخل المملكة العربية السعودية بشكل رئيسي، ولكن من الحين للأخر نقوم بدراسة بعض المشاريع الخارجية وذلك عندما يتوفر فيها الحد الأدنى من الشروط والضمانات والمواصفات الاستثمارية المناسبة لنا. فنحن نتوقع أن تتم معظم عمليات الاستحواذ الخاصة بنا في مجال الخدمات اللوجستية في المملكة، لكننا ندرس ونقيّم بشكل دؤوب عدد من الفرص الاستثمارية في موانئ واستثمارات أخرى خارج المملكة. إن استراتيجية الاندماج والاستحواذ لدينا مصممة لخلق القيمة وتعزيزها أينما وجدت، آخذين في الاعتبار شروط وضوابط الاستثمار والحوكمة الدقيقة الخاصة بنا.

– ما هو حجم الاستثمار في الكوادر البشرية لديكم؟

يلعب موظفونا دوراً جوهرياً في نجاح سيسكو لأنهم في الواقع هم اللبنة الأساسية لنجاح أعمالنا. نحن نسعى دائماً لأن يكون موظفينا موضع تقدير كبير، ونسعى لاستقطاب أفضل المواهب تعزيزاً لجهود الدولة في رفع نسب التوطين.

كما نفتخر بحفاظنا على أعلى معايير الصحة والسلامة في منشآتنا، ومراقبة المخاطر المحتملة على موظفينا وعملياتنا بعناية فائقة لتوفير بيئة عمل آمنة، ونسعى لأن تكون شركة سيسكو وشركاتها التابعة بيئةً جذابة للعمل للكوادر الوطنية.

وقد قمنا بتطوير عدد من المبادرات والبرامج التدريبية لموظفينا على كافة الأصعدة وسنستمر على هذا النهج بإذن الله، لأننا على يقين بأن تطوير الكادر البشري الوطني هو ركيزة النجاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock