رئيس غرفة الشرقية بدر الرزيزاء في حوار خاص لـ الاقتصاد: – نحن جزء من منظومة اقتصادية متكاملة تسعى لتحقيق مستهدفات رؤية 2030.

حوار . ظافر الدوسري

للتفاصيل:

أكد رئيس غرفة الشرقية الأستاذ بدر بن سليمان الرزيزاء أن غرفة الشرقية من أوائل الغرف التجارية والصناعية في المملكة التي طبقت مستهدف الرؤية الأساسي وهو “تنويع القاعدة الاقتصادية “سواءعلى محاورها أو مستهدفاتها الاستراتيجية، فمع إطلاق القيادة الرشيدة –أيدها الله-  رؤية المملكة2030م بمستهدفاتها وتطلعاتها للنمو والتنمية

وأوضح أنه تجاوبــًا مــع التطــورات والمســتجدات الاقتصادية لمــا بعــد الجائحــة، تعمل الغرفـة  مـن خـلال خطتهـا التنفيذيـة لعام2022م على إبراز موسع لكافة الفرص الاستثمارية التي يمكن استغلالها في المنطقة الشرقية، جاء ذلك في الحوار الصحفي الذي أجرته صحيفة الاقتصاد الالكترونية, فإلى هذا الحوار:

إنجازات غرفة الشرقية عديدة ومتنوعة، فقد قدَّمتالغرفة عشرات المبادرات الاقتصادية والاجتماعية ومئات المشروعات والبرامج لكافة القطاعات، التي يتجسد بعضها اليوم في كيانات راسخة تُمثل قيمة مضافة للاقتصاد والمجتمع في المملكة كلها،والحديث عن الإنجازات قد لا ينتهي، وغرفة الشرقية كانت ولا تزال مثالاً يُحتذى به في الكشف عن هوية المنطقة الاقتصادية وعوًنا لقطاع الأعمال في الإلمام بالتطورات الكُبرى التي تمر بها المملكة في إطار تنفيذ متطلبات الرؤية وأهدافها، وذلك من خلال تقديمها لجملة من الأنشطة والخدمات عبر مراكزها “السبعة” الداعمة لتطوير العمل الاقتصادي والتنموي لقطاع الأعمال؛ إذ تحرص الغرفة على أن تكون منصة مثالية لقطاع الأعمال في تعزيز فرص تواصله سواء مع المؤسسات أو الهيئات ذات الصلة أو نظرائه في الداخل والخارج، ولذلك فإنها تولي أهمية كبيرة لاستيعاب الخبرات والكفاءات وأحدث النظم والتقنيات من أجل تقديم أنشطة وخدمات متميزة ومبتكرة، تواكب تطورات الاقتصاد الوطني واتساع حجمه ومساراته من ناحية، ونمو عدد مشتركيها من ناحية أُخرى، الذي نما بمعدل نمو يزيد عن الـ100% فمن الـ47 ألف مشترك تقريبًا في عام 2012م إلى أكثر من 113 ألف مشترك مع بدايات 2022م، ما وضع الغرفة ضمن مكانة متميزة على خريطة الغرف التجارية والصناعية المحلية والإقليمية والعالمية.

كانت غرفة الشرقية من أوائل الغرف التجارية والصناعية في المملكة التي طبقت مستهدف الرؤية الأساسي وهو “تنويع القاعدة الاقتصادية “سواءعلى محاورها أو مستهدفاتها الاستراتيجية، فمع إطلاق القيادة الرشيدة –أيدها الله-  رؤية المملكة2030م بمستهدفاتها وتطلعاتها للنمو والتنمية، سارت الغرفة بموجب مستهدفات الرؤية الثلاثة (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح)، وانطلقت وفقًا لاستراتيجية جديدة ورؤية ورسالة وحزمة من القيم تواكب التطلعات والأهداف، وذلك في محاولة منها للإسهام الفاعل في توفير بيئة اقتصادية مطورة ومحُفزة للأعمال، فأخذت في تشكيل وعي أصحاب المنشآت بالرؤية ومستهدفاتها في مختلف محافظات المنطقة – ودعني أقول لك – أنه منذ انطلاق الرؤية، وثمة حراك مستمر داخل الغرفة – يكاد لا ينتهي- لأجل تحوُّلها إلى غرفة ذات أداء مؤثر وفعّال في منظومة الاقتصاد الوطني، وفقًا لمحاور استراتيجية تتماشى واحتياجات المستقبل ومتطلباته، وترتكز على تعزيز الإرادات وتحسين التكاليف التشغيلية، مع الاستمرار في تحقيق أعلى مستويات الجودة والتميز بمواءمة النظم الإدارية والتنظيمية الحديثة.

لم تكن غرفة الشرقية ببعيدة يومًا عن أية تطورات تتعلق بالشأن الاقتصادي أو تدعم مسارات الدولة في ضبط الأنشطة الاقتصادية؛ ففيما يتعلق بقطاع التجارة الإلكترونية، الذي توليه الدولة اهتمامًا كبيرًا وحقق نموًا متسارعًا بنحو 60% وأكثر خلالفترة الجائحة، انتهجت الغرفة مسارين متوازيين لأجل تحفيز التجارة الإلكترونية؛ فمن ناحية قدمت كامل الدعم المعرفي لأبناء المنطقة ممن يرغبون في خوض تجربة التجارة الإلكترونية، وذلك بهدف تعزيز روح المبادرة لديهم ومساندتهم في الإلمام بكافة تفاصيل هذا القطاع غير التقليدي، ومن ناحية أُخرى دعمت مستهدفات الدولة بسرعة تسريع انتقال المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى التجارة الإلكترونية، فأقامت العديد من ورش العمل والمحاضرات سواء في المقر الرئيس أو الفروع تستهدف من خلالها تشجيع رواد هذه المنشآت على التحول إلى المتاجر الإلكترونية.

أما ما يتعلق بمكافحة التستر التجاري، فقد أعدت الغرفة الكــثير مــن الدراســات والمطبوعــات الهامــة والتي تتنــاول مفهــوم التســتر التجاري وأسبابه وآثاره، وظلت تحرص على إرسال كافة التعاميم الهامة التي تتناول موضوع التسـتر إلى مشتركيها والأشخاص، واهتمت بنقل التجــارب الدوليــة والخــبرات العالميــة المتعلقــة بمكافحــة التســتر إلى المملكة، وافتتحت أثناء تمديد العمل بلائحة تصحيح أوضاع مخالفي نظام مكافحة التستر التي أقرها مجلس الوزراء، مكتبًا في مقرها الرئيس بالدمام، لاستقبال طلبات تصحيح أوضاع مخالفي نظام مكافحة التستر التجاري في المنطقة، فضلاً عن إنشائها لجنة مكافحة التستر، التي حظيت بعضوية مجموعة من كبار رجال أعمال المنطقة، ولعبت دورًا ملموسًا في التوعية بأضرار التستر ومخاطر حدوثه.

المنطقة الشرقية هي: “أرض الفرص الاستثمارية”، تتنوع فيها فرص الاستثمار على أنواعه ما بين الصناعية والتجارية والزراعية والسياحيةوالعقارية، وغيرهم من الفرص في مختلف القطاعات والمجالات، ونحن في غرفة الشرقية ومن منطلق مستهدفاتنا فيما يتعلق ودعم الاستثمار في المنطقة باعتباره محرك أساس لرأس المال وخلق فرص عمل جديدة ودفع النمو الاقتصادي للمنطقة قُدمًا، تأتي المناشط الداعمة للاستثمار في المنطقة على قائمة أوليات مخططات الغرفة الاستراتيجية؛ إذ قدَّمت الغرفة العديد من المبادرات والبرامج الداعمة للاستثمار في المنطقة، كبرنامج “تسهيل“الذي يتم من خلاله عرض الفرص الاستثمارية والتعريف بآلية تسجيل الموردين لدى​ الشركات الاستراتيجية الكبرى في المملكة، فضلاً عن منتديات وملتقيات ولقاءات الفرص الاستثمارية في المحافظات، التي تحرص الغرفة على جدولتها ضمن أنشطتها الدورية من أجل تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في محافظات المنطقة المختلفة.

وتجاوبــًا مــع التطــورات والمســتجدات الاقتصادية لمــا بعــد الجائحــة، حيــث التحــوُّل التدريجــي مــن الانكماش إلى النمــو، تعمل غرفـة الشـرقية مـن خـلال خطتهـا التنفيذيـة لعام2022معلى إبراز موسع لكافة الفرص الاستثمارية التي يمكن استغلالها في المنطقة الشرقية، وذلك من خلال إدراج الأنشطة ذات الأبعاد الاستثمارية في مُقدمة البرامج والمبادرات والأنشطة المخطط تنفيذها العام الجاري، والتي لا تتوقف عند قطاع اقتصادي بعينه، وإنما تأتي شاملةً رافعةً شعار “الاستغلال لكافة فرص الاستثمار الكامنة في المنطقة الكبيرة منها والصغيرة“، واضعين في الحسبان أن المنطقة الشرقية هي تجسيد طبيعي لتنوع المقومات الاقتصادية وبالتالي الفرص الاستثمارية.

بشكل عام، نسعى خلال المرحلة القادمة إلى اسـتكمال مرحلة الإرساء لاسـتراتيجية الغرفة الجديـدة التي انطلقت بها خلال العام الماضي، وبما تتضمنه من مستهدفات تتماشى مع مراحل تنفيذ متطلبات الرؤية وأهدافها، وبالتالي فإننا مستمرون في المساهمة في رعايـة قطـاع الأعمال ودعـم الخيارات الوطنية وتعظيم أداء الغرفة المالـي والترسيخ لدورهـا فـي تنميـة اقتصــاد المنطقــة الشــرقية.

أما خلال العام الجاري2022م فإننا نسعى إلى تقديم نموذج جديد في دعم الخيارات الوطنية،وذلك فيما يتعلق بالتوطين وريادة الأعمال؛ نموذجًا نحاول أن نبرز من خلاله كفاءات أبناء هذا الوطن، التي تمتلك من التعليم والخبرات ما يؤهلها لأن تكون جديرة بما يمكن أن تتحصل عليه سواء من موقع وظيفي أو إقامة مشروعات ناجحة تمثل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، هذا ونسعى العام الجاري إلى تمكين رواد الأعمال من خلال مبادرة حاضنة الغرفة لريادة الأعمال، وهي مبادرة متخصصة في تشغيل وإدارة مساحات العمل المشترك لتوفير أفضل المواقع والمرافق التقنية والطاقم البشري المناسب، وكذلك أفضل الخدمات المميزة، والاستشارات المتخصصة، والفعاليات النوعية، والمستلزمات المكتبية والسكرتارية.

المنطقة الشرقية من أكثر مناطق المملكة قدرة على الجذب السياحي، وذلك نظرًا لما تتمتع به من تنوع في مقوماتها السياحية، ما بين السياحة الشاطئية والأثرية وسياحة المؤتمرات وغيرهما، وهو ما تدركه جيدًا غرفة الشرقية بوضعها دائمًا على خريطة أنشطتها السنوية البعد والمكانة السياحية للمنطقة الشرقية وتقيم عشرات الأنشطة سنويًا الداعمة للارتقاء بالقطاع السياحي، وطالما قدمتالغرفة الدراسات الجادة والبناءة لأجل إيجاد قطاع سياحي في المنطقة يستوعب مدى مكانة المنطقة السياحية في المملكة وحيزها الإقليمي.

وإنني وجميع أخواتي وإخواني أعضاء مجلس الإدارة وأمانة الغرفة نؤمن بأن المنطقة الشرقية وفي ظل مستهدفات الرؤية السياحية سوف يكون لها مستقبل سياحي كبير يعبر حقيقةً عن مكانة المنطقة السياحية، لذا نعمل في الغرفة على هذه القراءة المستقبلية بالتخطيط للعديد من الأنشطة ذات الشأن السياحي بل ونفتح الأبواب لكل الأفكار الابتكارية القادرة على الارتقاء بالمشروعات السياحية في المنطقة ونقدم لكل راغبي ريادة الأنشطة السياحية كل ما يحتاجونه من مرئيات ودراسات واستشارات من خلال قنواتنا المتخصصة حول المقومات السياحية في المنطقة الشرقية وأفضل الطرق لاستثمارها الجيد.

تمكين الشباب هو مرتكز رئس من مرتكزات غرفةالشرقية، التي تمارس دورًا بالغ في تأهيله وبناء شخصيته الاقتصادية بما يواكب التطورات الكبرى التي تشهدها البلاد على مختلف الأصعدة، فالغرفة طالما عملت على تثقيف الشباب والترويج لمنتجاتهم وخدماتهم من خلال فعالياتها والأنشطة المختلفة التي تقدمها، فالغرفة تسير وفق خطة محددة النقاط فيما يتعلق بعبور بشباب الأعمال نحو العمل الحر، فتتجسد أهدافنا في تعريف هذه الفئة المستقبلية بكافة السُبل الكفيلة بترويج منتجاتهم وخدماتهم للمستهلك والمستثمر على حد سواء، إضافة إلى الجرعات التثقيفية التي تقدمها الغرفة من حين لآخر بهدف حث الشباب على طرح الأفكار والأخذ بزمام المبادرة والتعرف على ما تقدمهالجهات الممولة لدعم مشاريع الشباب والشابات، وعرض بعض التجارب الشابة الناجحة للاستفادة منها، وثمة مساعٍ من قبل كافة أعضاء مجلس الإدارة إلى تكثيف البرامج والمبادرات الداعمة لفئات شباب الأعمال، تُشجعهم على ممارسة الأعمال وفقًا لبرامج استباقية تعريفية بالاقتصاد والاستثمار وتضفي على الشباب معرفة شامل بأسس العمل التجاري والصناعي.