أخبار العقار

“جيه إل إل”: استقرار سوق العقارات السكنية في المملكة وسط تغير احتياجات المستخدمين النهائيين

الاقتصاد.الرياض

تم النشر في الأربعاء 2025-08-27

أبدى سوق العقارات السكنية السعودي بوادر زيادة في النضج مع إظهار العديد من المراكز الحضرية زيادات كبيرة في أسعار الإيجار وتفاوت أداء المعاملات في أنحاء المملكة، وذلك وفقاً لتقرير “ديناميكيات سوق المعيشة في المملكة العربية السعودية للربع الثاني من عام 2025” الصادر عن شركة “جيه إل إل”.

وأشار التقرير إلى أنه نظراً لتطور احتياجات المستخدمين النهائيين وزيادة الإقبال على الشقق السكنية بأسعار معقولة، يدعم هذا النشاط السوقي مشاريع التطوير الحضري الطموحة في المملكة، ضمن أجندة رؤية 2030، التي تواصل جذب استثمارات كبيرة إلى أسواق العقارات السكنية الرئيسية في الرياض وجدة وحاضرة الدمام. ويسهم النمو السكاني والتنويع الاقتصادي ومبادرات الحكومة لتملك المنازل في زيادة هذه الاستثمارات. كما سلط التقرير الضوء على الأثر الاستراتيجي للمجمعات السكنية ذات التخطيط العمراني، حيث تشكل زيادة الطلب على بيئات المعيشة المتكاملة حجم المعروض في المستقبل، لا سيما في الرياض وجدة.

وفي هذا السياق، قال سعود السليماني، المدير الإقليمي ورئيس أسواق المال في شركة جيه إل إل السعودية: “يشهد سوق العقارات السكنية في المملكة نضجاً ملحوظاً، يعكس بيئة ديناميكية مدفوعة بأهداف المملكة الشاملةلتلبية احتياجات المستخدمين النهائيين. ورغم أن استمرار المبادرات الحكومية قد أدى إلى وجود طلب قوي، فإن القطاع ما زال مهيأ لمزيد من التطور والتنويع، مدعوماً بقانون تملك الأجانب المرتقب تطبيقه في يناير 2026. ويتوقع أن يسهم هذا القانون في إنعاش القطاع وتعزيز المعروض من العقارات، مما يجذب المطورين والمستثمرين الدوليين إلى السوق السعودي، وبالتالي فتح آفاق أوسع من الفرص لجميع الجهات والأطراف المعنية في أنحاء المملكة”.

ويكشف التحليل المتعمق لشركة “جيه إل إل” عن مؤشرات أداء قوية في جميع أنحاء المملكة، حيث يواصل سوق العقارات السكنية في الرياض إظهار زخم إيجابي، بما يدل على ارتفاع ملحوظ بنسبة 15.1% في أسعار الفلل وزيادة بنسبة 13.3% في أسعار الشقق في الربع الثاني من عام 2025. وارتفعت أسعار إيجار الفلل في العاصمة بنسبة 13.9% سنوياً، بينما ارتفعت إيجارات الشقق بنسبة 6.9%.

وأظهر سوق جدة أداءً متبايناً. فرغم ارتفاع أسعار الفلل بنسبة متواضعة بلغت 4.4% سنوياً، شهدت أسعار الشقق انخفاضاً طفيفاً بنسبة 3% خلال الفترة نفسها. أما في سوق الإيجارات، فقد ارتفعت إيجارات الشقق في جدة بنسبة 2.4% سنوياً، بينما انخفضت إيجارات الفلل بنسبة 2.8%.

وقدم تقرير “جيه إل إل” أيضاً رؤىً حول المشهد المتميز لسوق العقارات السكنية في حاضرة الدمام، التي تشمل الدمام والخبر والجبيل. نظراً لواجهتها المائية وطقسها المعتدل، تُعد حاضرة الدمام وجهة معروفة للمنازل المطلة على الواجهة المائية بين سكان المملكة. ويتجلى ذلك في الطلب المتزايد على المشاريع السكنية الراقية التي توفر مجموعة واسعة من المرافق المجتمعية والترفيهية، بما في ذلك المساحات الخضراء كالحدائق. وشهدت مدينة الخبر، المعروفة بمجمعاتها السكنية وفللها عالية الجودة، ارتفاعاً في أسعار الشقق بنسبة 5.8% وأسعار الفلل بنسبة 2.2% سنوياً. أما في الدمام، التي تضم عدداً أكبر من الشقق، فقد ظلت أسعار الشقق مستقرة نسبياً، بينما سجلت أسعار الفلل زيادة طفيفة بنسبة 1.8% سنوياً.

وأظهرت المناطق الحضرية الرئيسية في المملكة تبايناً في ديناميكيات المعاملات، وفقاً لتقرير “جيه إل إل”. فقد سجلت جدة والخبر زيادة في معاملات البيع، مما يؤكد قوة نشاط السوق في هاتين المنطقتين، بينما شهدت الرياض والدمام انخفاضات طفيفة. وفي العاصمة، انخفض إجمالي معاملات البيع بنسبة 1.5% خلال العام حتى الربع الثاني من عام 2025. ومن بين 2,758 معاملة مسجلة، شكلت الشقق الأغلبية (81.3%). وبرزت النرجس كأكثر المناطق رواجاً لمعاملات الشقق (21.9%)، بينما تصدرت الياسمين قائمة معاملات الفلل (21.9%).

وارتفع حجم المعاملات السكنية في جدة ارتفاعاً ملحوظاً بنحو 46.1% على أساس سنوي حتى الربع الثاني من عام 2025، ليصل إلى 1,100 معاملة، وكانت المروة المنطقة المفضلة لمعاملات الشقق (26.1%)، والروضة لمعاملات الفلل (17%). وشهدت الخبر زيادة ملحوظة بنسبة 23.7% في معاملات البيع، بينما انخفض إجمالي معاملات البيع في الدمام بنسبة 6.7% على أساس سنوي حتى الربع الثاني من عام 2025. وشكلت الشقق غالبية هذه المعاملات في المدينتين.

أما بالنسبة للمعروض، فقد ارتفع إجمالي مخزون الوحدات السكنية في الرياض إلى 2.17 مليون وحدة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، بعد تسليم 5,600 وحدة، ومن المتوقع دخول 18,900 وحدة جديدة إلى السوق بحلول نهاية العام. أما جدة، فقد ارتفع إجمالي مخزونها إلى 1.23 مليون وحدة، وستضيف 8,640 وحدة خلال الأشهر المتبقية من عام 2025.

ومن المتوقع أن يتوسع المعروض من الوحدات السكنية في المستقبل في الرياض وجدة باتجاه الشمال في إطار مسارات نمو المدينتين، مع ظهور جزء كبير من مخزون المساكن الجديدة في المجمعات السكنية ذات التخطيط العمراني. وفي الرياض، تُشجع زيادة الإقبال على الشقق كنوع مفضل من الوحدات السكنية المطورين على طرح المزيد من عروض الشقق المُجهزة بالمرافق ووسائل الراحة، مثل الصالات الرياضية ومواقف كافية للسيارات. ويتركز المخزون السكني الحالي في حاضرة الدمام بشكل رئيسي بالقرب من الساحل في الخبر والدمام، بينما ينتقل المعروض مستقبلاً إلى المناطق الداخلية نحو الأجزاء الجنوبية من الحاضرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock