ثقافة المستهلك» تغلق أحد أعرق متاجر الأزياء

بعد نحو 100 عام من افتتاحه، سيغلق متجر «بارنيز» الكبير في فيفث أفنيو، أحد متاجر الأزياء الفاخرة في مدينة نيويورك أبوابه قريباً، فيما تنتقل الأزياء إلى أماكن أخرى، وذلك نتيجة عوامل عدة من أبرزها العادات المتغيرة للمستهلكين.
وكان المحل الفاخر وفقا للبيان الاماراتية فيما مضى شريكاً داعماً لمصممين جدد، معرفاً الأمريكيين إلى علامات تجارية مشهورة، وجاذباً ملايين بطاقات الائتمان المكرسة للتسوق كهدف بحد ذاته.
لكن الترف والحياة الفاخرة تمضي قدماً، وفقاً لصحيفة «غارديان» البريطانية، مع إعلان الرئيس التنفيذي ومالك «لوي فيتون» برناندر أرنو، شراء «تيفاني آند كو» في مقابل صفقة بلغت 16.7 مليار دولار، وصدور تقرير لشركة «باين آند كو» أخيراً، يفيد بأن السوق العالمي للسلع الفاخرة من المتوقع أن يحقق 1.4 تريليون دولار هذا العام بزيادة نسبتها 8% على عام 2018، مع فئة الأحذية والمجوهرات الأكثر نمواً بنسبة 12%.
Volume 0%
وكانت إشارات إلى تصدع في «الأزياء الفاخرة القديمة» قد ظهرت مع إحلال نماذج ملابس مريحة حصرية أكثر شمولاً تجسدها علامات تجارية ومؤثرين في «إنستغرام»، لكن المصمم توم غينيس لا يعتقد بوجود مركز للموضة حالياً. متجر «بارنيز» الذي أطلقه بارني برسمان عام 1923، بمساحة 500 قدم مربعة، شهد تحولاً عام 1993 عندما تعاقد مع المعماري الشهير بيتر مارينو مفتتحاً متجراً رائداً على شارع «ماديسون»، تم اعتماده من قبل عارضات الأزياء. المتجر توسع ففتح خمسة متاجر كبرى في أنحاء الولايات المتحدة وبضع عشرات في اليابان.
الآن مع إغلاقه، تعتزم شركة «أوثنتيك براندز غروب» التي أنهت صفقة شرائه بمبلغ 271 مليون دولار، استغلال الاسم في الشرق الأوسط وشرق آسيا.
السبب وراء إغلاقه كان واضحاً حسب «الغارديان»، وهو الارتفاع الهائل بنسبة 72% في الإيجار، لكن الأهم العادات المتغيرة للمستهلكين ونموذج الأعمال الذي يتطلب 275 ألف قدم مربعة من المساحة، وتكاليف الحفاظ على مخزون من موردين يتذمرون بسبب تأخير السداد، وتنقل عن إحدى زبائن بارنيز القدامى قولها: «ما حدث يشكل علامة العصر، لكن بقدر ما يعتبر إغلاقه محزناً لي ولجيلي، إلا أن إخفاق المتجر في التحديث كان واضحاً»، فقد أدت التغييرات الأوسع في سوق الأزياء الفاخرة إلى وضع المستهلك مرة أخرى في موقع السيطرة مع نتائج قاسية على الصناعة. والمتاجر التي أوجدت فرصاً قليلة تتيح التحدث مع الزبائن، تمت معاقبتها لرفضها الابتكار، في ظل تحول في الثقافة العامة



