ترامب يزيد من عدم اليقين بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي

الاقتصاد.الرياض

عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب حسابات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث كان يعاني بالفعل من حالة من عدم اليقين بشأن المسار المستقبلي للسياسة النقدية. الضربة التي شنها ترامب يوم السبت على المواقع النووية الإيرانية من المرجح أن تزيد من غموض هذا المسار على المدى القريب.

كان عدم اليقين لدى صانعي السياسات في البنوك المركزية واضحاً في أحدث “مخطط النقاط” الذي أصدره الاحتياطي الفيدرالي، حيث توقع 8 مسؤولين استمرار خفضين في عام 2025، بينما توقع 7 مسؤولين عدم إجراء أي تخفيضات، بزيادة عن 4 مسؤولين أعلنوا هذا التوقع سابقاً.

الضربات الأميركية على المواقع الإيرانية زادت من الضبابية في الوقت الذي يستعد فيه مسؤولو البنك المركزي لاجتماعهم المقبل في يوليو، حيث يقيمون تأثير سياسات ترامب التجارية والضريبية والهجرة على التضخم والنمو الاقتصادي.

### تأثير الصراع على أسعار النفط

أضاف الصراع حسابات النفط إلى معادلة الفيدرالي المقبلة، مما زاد من المخاوف التضخمية نتيجة رسوم ترامب الجمركية. حذّر محللو وول ستريت في جي بي مورغان تشيس من أن استمرار الصراع واحتمال إغلاق مضيق هرمز قد يدفعان أسعار النفط إلى 120 دولاراً للبرميل، مما قد يعيد التضخم الأميركي إلى 5%.

قد يعزز هذا من حجة بعض المتشددين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي بضرورة بقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول. ومع ذلك، هناك أيضاً توقعات بأن الصراع قد يدفع المجلس إلى خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع.

### تصريحات الاحتياطي الفيدرالي

كتب كبير الاقتصاديين الأميركيين في أوكسفورد إيكونوميكس، ريان سويت، أن ارتفاع أسعار النفط قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى تبني نبرة أكثر تشاؤماً. ولكن يجب على مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أن يتقبلوا فكرة أن أي ارتفاع مفاجئ في أسعار النفط قد يكون مؤقتاً.

صرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأن الاضطرابات في الشرق الأوسط عادة ما تؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار الطاقة يتبعها انخفاض. وأكد أن الاقتصاد الأميركي أقل اعتماداً على النفط الأجنبي مقارنة بالسبعينيات.

### الاجتماع المقبل وتوقعات التضخم

من المتوقع أن يُسأل باول عن تأثير إجراءات ترامب الجديدة على الاقتصاد خلال مثوله أمام لجان مجلسي النواب والشيوخ. سيُصدر الاحتياطي الفيدرالي تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر مايو، مع توقع أن يصل معدل النفقات الأساسية إلى 2.6%.

أعرب أحد الأصوات المؤثرة في الاحتياطي الفيدرالي عن دعمه لتخفيضات الأسعار، بينما صرّح محافظ الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، بإمكانية خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل. بدورها، ترى رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، خفضاً للفائدة ولكن بوتيرة مختلفة، متوقعة الحصول على معلومات أكثر بحلول الخريف.