تحقيق أولي يكشف: مفاتيح التحكم في وقود طائرة الخطوط الجوية الهندية توقفت قبل التحطم المأساوي

الاقتصاد.الوكالات
تم النشر في السبت 2025-07-12كشف تحقيق أولي، صدر اليوم (السبت)، أن مفاتيح التحكم في ضخ الوقود إلى محركي طائرة الخطوط الجوية الهندية التي تحطّمت الشهر الماضي، انتقلت من وضع التشغيل إلى الإيقاف قبل لحظات من الكارثة التي أودت بحياة 260 شخصاً.
التقرير الصادر عن “مكتب التحقيق في حوادث الطائرات” الهندي لم يقدّم استنتاجات نهائية أو يحدد المسؤول عن الحادث الذي وقع في 22 يونيو، لكنه أورد محادثة بين الطيارين، حيث سأل أحدهما زميله عن سبب قطع الوقود، ليجيب الأخير بأنه لم يفعل.
كانت طائرة بوينغ 787-8 دريملاينر متجهة من أحمد أباد في غرب الهند إلى لندن عندما تحطمت. وقُتل جميع ركابها البالغ عددهم 242 شخصاً ما عدا واحداً، بالإضافة إلى 19 شخصاً على الأرض.
جاء في التقرير المكون من 15 صفحة، أنه بمجرد أن وصلت الطائرة إلى أقصى سرعة مسجلة لها، “انتقل مفتاحا الوقود للمحرك 1 والمحرك 2 من وضع تشغيل إلى إيقاف واحد تلو الآخر بفارق ثانية واحدة”.
وأضاف التقرير: “في التسجيل الصوتي لقمرة القيادة، يُسمع أحد الطيارين وهو يسأل الآخر لماذا أوقف مفتاح الوقود. فيجيبه الآخر بأنه لم يفعل ذلك”، قبل أن تبدأ الطائرة الهبوط بسرعة.
بعد ذلك، عادت مفاتيح الوقود إلى وضع التشغيل وبدأ المحركان استعادة طاقتهما، لكن “أحد الطيارين أرسل نداء استغاثة (مايداي مايداي مايداي)”.
سأل مراقبو الحركة الجوية الطيارين عن المشكلة، لكنهم سرعان ما شاهدوا الطائرة تهوي وتتحطم، فاستدعوا فرق الطوارئ إلى موقع الحادث.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أفاد موقع “ذي إير كارنت” المتخصص، نقلاً عن مصادر متعددة مطلعة على الملف، أن التحقيق “حصر تركيزه على حركة مفاتيح وقود المحرك”، مشيراً إلى أن التحليل الكامل “سيستغرق أشهراً، إن لم يكن أكثر”، وأن “تركيز المحققين قد يتغير خلال تلك الفترة”.
وأشار تقرير الهيئة الهندية إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية كانت قد أصدرت نشرة معلومات في عام 2018 بشأن “احتمال تعطل خاصية قفل مفتاح التحكم في الوقود”. ورغم أن هذا الخلل لم يُعتبر “حالة غير آمنة” تتطلب توجيهات أكثر صرامة، أبلغت الخطوط الجوية الهندية المحققين بأنها لم تُجرِ الفحوص المقترحة لأنها كانت “استشارية وليست إلزامية”.
وأكد التقرير أن الخطوط الجوية الهندية كانت ملتزمة بجميع التوجيهات الخاصة بصلاحية الطيران ونشرات الخدمة التحذيرية المتعلقة بالطائرة.
وصرح مكتب التحقيقات بأنه “لم تصدر أي توصيات باتخاذ أي إجراءات لمشغّلي ومصنّعي محركات B787-8 و/أو GE GEnx-1B”؛ ما يشير إلى عدم وجود مشكلات تقنية في محركات GE أو الطائرة (بوينغ).
أكد المكتب أن التحقيق جارٍ وأنه تم “طلب أدلة ومعلومات إضافية من الجهات المعنية”.
بدورها، أكدت شركة بوينغ في بيان أنها “ستواصل دعم التحقيق وعملائنا”، مضيفة: “أفكارنا تبقى” مع المتضررين من الكارثة.
وأوضحت الخطوط الجوية الهندية بأنها “تعمل بشكل وثيق مع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجهات التنظيمية”. وقالت في بيان على إكس: “نواصل التعاون الكامل مع مكتب تحقيقات الحوادث الجوية (AAIB) والسلطات الأخرى مع تقدم تحقيقاتها”.
تشترط المنظمة الدولية للطيران أن تقدم الدولة التي تقود التحقيق تقريراً أولياً خلال 30 يوماً من وقوع الحادثة. وقد شارك في التحقيق خبراء أمريكيون وبريطانيون في حوادث الطيران.
وكانت الطائرة تقل 230 راكباً، بينهم 169 هندياً و53 بريطانياً وسبعة برتغاليين وكندياً واحداً، بالإضافة إلى 12 من أفراد الطاقم. وأصيب عشرات الأشخاص على الأرض.
ونجا مواطن بريطاني واحد، وشوهد وهو يخرج من بين حطام الطائرة، قبل أن يتلقى العلاج في مستشفى ويغادر.