السعودية من أكثر الاقتصادات الرقمية ديناميكيةً وتطوراً في العالم

تم النشر في الخميس 2025-05-22
تُشكل التقنيات الناشئة الموجة القادمة من التحول الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، ويُصنّف السوق المحلي من بين الأكثر تقدماً عالمياً من حيث تبني التكنولوجيا والإقبال عليها، وفقاً لتقرير Checkout.com السنوي الخامس الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يُقدم تقرير “التجارة الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2025: رؤى حولسلوكيات المستهلك المتغيرة“ منظوراً فريداً حول كيفية تضافر المبادرات المبتكرة للبنوك المركزية والهيئات التنظيمية التقدمية وشركات التكنولوجيا المالية والتجار وسكان المنطقة من متبني الرقمنة بهدف احتضان التحوّل السريع وواسع النطاق. يُقدم التقرير رؤى قيّمة للتجار وصناع السياسات وأصحاب المصلحة الراغبين من الاستفادة من الفرص التي توفرها الطفرة الرقمية التي تشهدها المنطقة.
على مدى السنوات الخمس الماضية، شهدت المملكة زيادة هائلة في معدلات التسوق عبر الإنترنت، بزيادة وصلت إلى 300% في التسوّق اليومي منذ عام 2020. ويتجلى هذا الاتجاه بشكل أكبر في إجمالي حجم المدفوعات الرقمية لشركة Checkout.com في المملكة والتي ارتفعت بنسبة مذهلة بلغت 3521% خلال الفترة ذاتها، وبنمو سنوي بنسبة 140%. تُؤكد هذه الأرقام مجتمعةً على تحولٍ واسع في نمط الحياة في الدولة حيث باتت المنصات الرقمية الخيار الأول للمستهلكين وبشكلٍ متزايد.
وإلى جانب التسوق اليومي، يتجه المزيد من المستهلكين في المملكة إلى المنصات الرقمية لاستكمال مشترياتهم الروتينية، حيث يتصدر توصيل الطعام هذا القطاع باعتباره القطاع الأفضل أداءً، مستحوذاً على حصة هائلة بلغت 46% من التسوق عبر الإنترنت، بينما جاء قطاع الإلكترونيات في المرتبة الثانية بنسبة 38%، أما المركز الثالث فكان من نصيب قطاع التجميل بنسبة 36%. يُبرز هذا الأمر مدى تنوع وديناميكية مشهد التجارة الإلكترونية في السعودية. ليس فقط من حيث الحجم، ولكن من حيث اتساع نطاق السلع والخدمات التي بات المستهلكون يشترونها عبر الإنترنت.
إلى ذلك، ينوي حوالي 61% من مستهلكي المملكة زيادة إنفاقهم عبر الإنترنت العام المقبل، ومن المتوقع أن تستفيد قطاعات السفر، وتوصيل الطعام، والخدمات الحكومية والعامة من هذه الزيادة.
ومع تزايد إقبال السعوديين على التسوق الرقمي للراحة التي يوفرها وسهولة الوصول إليه، تستمر شعبية خيار الدفع الرقمي عند الاستلام في الانخفاض بشكل حاد، حيث انخفضت شعبية هذا الخيار في الدولة بنسبة 64% منذ عام 2020.
يقول ريمو جيوفاني أبونداندولو، المدير العام لشركة Checkout.com في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا“ :تُشير بيانات تقرير هذا العام إلى تحول جذري في سلوك المستهلك السعودي على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يُبرز تزايد الطلب على الراحة والابتكار فيما يخصّ التسوّق عبر الإنترنت والمدفوعات الرقمية. وقد شهد استخدام مساعدي التسوق المُدعّمين بالذكاء الاصطناعي ارتفاعاً كبيراً، في حين توسّع استخدام منصات الدفع الآمنة والسهلة الاستخدام بوتيرة غير مسبوقة. تشير هذه البيانات إلى أكثر من مجرد تفضيل المستهلك للراحة والكفاءة، حيث تعكس توجهاً راسخاً نحو حياة رقمية، بات فيها التخصيص والسرعة والتكامل التكنولوجي المعيار الجديد.”
وأضاف: “إلى ذلك، تُبرز البيانات التزام المملكة العربية السعودية المتواصل بتعزيز التحول الرقمي في مختلف القطاعات. ومن خلال المبادرات الاستراتيجية والاستثمارات في البنية التحتية التكنولوجية، وقد لعبت الحكومة السعودية دوراً محورياً في إنشاء منظومة رقمية تُعزز راحة وأمان المعاملات الإلكترونية. وقد أرسى هذا النهج الاستشرافي أساساً متيناً لاعتماد التقنيات المتقدمة على نطاق واسع.”
المملكة في طليعة التكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي
يشير التقرير إلى أن المملكة تتميز بكونها دولة ناضجة الكترونياً، تتمتع بانتشار واسع للمحافظ الرقمية وبسوق متنامٍ لتطبيقات الاستثمار، إلى جانب حلول الدفع المباشر والتأمين الرقمي المتطورة. يستخدم حوالي 44% من مستهلكي المملكة الآن التطبيقات أو المحافظ الرقمية لإرسال الأموال مرة واحدة أسبوعياً على الأقل، ويستخدم 37% منهم منصات التكنولوجيا المالية للاستثمار وإدارة الثروات.
وفي الوقت ذاته، بات الذكاء الاصطناعي يأخذ دوراً أكبراً في تجربة التسوق في المملكة. فقد استخدم حوالي نصف (45%) المتسوقين السعوديين مواقع الدردشة التوليدية لمساعدتهم في التسوق عبر الإنترنت، بينما استخدم أكثر من ثلثهم (42%) أدوات البحث البصري بالذكاء الاصطناعي للتسوق عبر الإنترنت. ومن التجارب الافتراضية إلى روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يشير التقرير إلى أن فرصة تفاعل المستهلكين في السوق السعودي مع أدوات التسوق الذكية أعلى من المتسوقين في الأسواق الأخرى.
اكتساب العملاء عبر الإنترنت والاحتفاظ بولائهم
أدى الوصول الفوري إلى المعلومات إلى تغيير سلوك المستهلك في المتاجر أيضاً. وأقرّ 36% من مستهلكي المملكة بأنهم يتصفحون عبر الإنترنت للحصول على خيارات أفضل حتى أثناء التسوّق في المتاجر. ما يعني أن الشراء الاندفاعي لم يعد كما كان في السابق، بل تحوّل إلى “إلهامٍ اندفاعيٍّ” للبحث عبر الإنترنت. يتكيف تجار التجزئة مع هذا التغيّر من خلال تضمين الأدوات الرقمية في المتاجر الفعلية، من رموز الاستجابة السريعة للخصومات إلى معاينات المنتجات المدعومة بالواقع المعزز.
في ظلّ الاقتصاد الرقمي، تنتقل الثقة عبر القنوات الرقمية. ومن المرجح أن يثق المستهلكون بالعلامة التجارية بناءً على تقييمات الأقران وتعليقات الجهات الخارجية تماماً كما تنشأ ثقتهم فيها من خلال الألفة المباشرة والتعرف التقليدي على العلامة. وبات “الدليل الاجتماعي” الرقمي قوة مهيمنة في تشكيل تصورات العلامة التجارية، حيث تعمل منصات المراجعة كمنتديات حديثة للمستهلكين تؤثر على قرارات الشراء عبر القطاعات.
في السنوات الأخيرة، أصبح الاحتيال عبر الإنترنت، وخاصة عمليات الاحتيال المبنية على الذكاء الاصطناعي وتقنية التزييف العميق، مصدر قلق كبير. يشير التقرير إلى أنه مع تبني الدول للتجارة الرقمية، يتطور النظام البيئي المالي بطرق تفتح الباب أمام المزيد من فرص ولكن قد تزيد أيضاً من فرص الاحتيال. منذ عام 2023، ارتفع عدد المستهلكين في الدولة الذين أبلغوا عن تعرضهم للاحتيال الإلكتروني من 32% إلى 48%، إلى ذلك، تخلى 24% من المستهلكين السعوديين عن عربات التسوق لأسباب تتعلّق بالأمان على المواقع والتطبيقات الإلكترونية. ومن المتوقع أن تستمرّ التدابير الوقائية المتقدمة، التي تشمل التعلم الآلي، والقياسات الحيوية السلوكية، والكشف الفوري عن المشكلات المرتبطة بالاحتيال بالتحسّن باستمرار بهدف تعزيز الأمان والأداء.
وأكد أبونداندولو: “في ظل مشهد التجارة الرقمية في المنطقة والذي لا ينفك يزداد تنافسية، بات أداء الدفع عاملاً حاسماً في التميز. حيث أن المدفوعات السريعة والآمنة والذكية ركيزة أساسية للنجاح التجاري، ليس فقط في مرحلة الدفع، بل في تجربة العميل بأكملها”.
تتّبعت Checkout.com، وهي شركة رائدة عالمياً في توفير حلول الدفع المبتكرة، مشهد التجارة الإلكترونية المزدهر في المنطقة على مدى السنوات الخمس الماضية. ويتناول التقرير الأخير تحليلاً متعمقاً بأثر رجعي لاتجاهات التجارة الإلكترونية على مدى الأشهر الـ 60 الماضية، ليرصد بذلك معدلات النمو لفهم حجم التغيير الذي تشهده التجارة الرقمية في المنطقة خلال تلك الفترة