المزادات العقارية في السعودية: فرص وتحديات في سوق متنامي

الاقتصاد.الرياض
تم النشر في الجمعة 2025-05-02شهدت السعودية في الآونة الأخيرة انتشاراً ملحوظاً لظاهرة المزادات العقارية، مما أثار تساؤلات حول مدى فعاليتها وأثرها على السوق العقاري. فبينما يرى البعض فيها فرصة استثمارية واعدة، يرى آخرون أنها قد تحمل مخاطر وتحديات.
ويعزو خبراء العقار هذا الانتشار إلى عدة عوامل، أبرزها زيادة المعروض من العقارات نتيجة للمشاريع التطويرية الكبرى ورؤية 2030، مما دفع بعض المطورين والملاك إلى اللجوء للمزادات لتسريع عملية البيع. بالإضافة إلى الرغبة في تحقيق أسعار تنافسية، خاصة للعقارات المميزة أو ذات الموقع الاستراتيجي، وتوفير المزادات بيئة شفافة وعلنية، مما يقلل من فرص التلاعب والاحتيال، وتسهيل الإجراءات حيث غالباً ما تكون إجراءات البيع في المزادات أسرع وأسهل من البيع التقليدي.
وتعتبر المزادات العقارية فرصة استثمارية جذابة للعديد من الأسباب، حيث يمكن الحصول على عقارات بأسعار أقل من قيمتها السوقية، خاصة إذا لم تكن هناك منافسة كبيرة في المزاد. كما تتوفر في المزادات مجموعة متنوعة من العقارات، بما في ذلك الأراضي، الفلل، الشقق، والمباني التجارية، مما يتيح الاستثمار قصير الأجل من خلال شراء عقار في المزاد وإعادة بيعه بسرعة لتحقيق ربح سريع.
وعلى الرغم من الفرص المتاحة، يجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية بالتحديات والمخاطر المحتملة، مثل المنافسة الشديدة التي قد تشهدها بعض المزادات، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر، وعدم كفاية المعلومات المتاحة عن العقار قبل المزاد، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة. بالإضافة إلى الرسوم والتكاليف الإضافية، مثل رسوم التسجيل والضريبة، والمخاطر القانونية التي تتطلب التأكد من سلامة العقار قانونياً وخلوه من أي مشاكل أو نزاعات.
ولتجنب المخاطر المحتملة وتحقيق أقصى استفادة من المزادات العقارية، ينصح الخبراء بإجراء بحث شامل عن العقار قبل المزاد، بما في ذلك فحص حالته، قيمته السوقية، والمخاطر القانونية المحتملة، وتحديد ميزانية محددة والالتزام بها، وعدم الانجرار وراء المنافسة الشديدة. كما ينصح بالاستعانة بخبير عقاري لتقديم المشورة والمساعدة في اتخاذ القرارات، وقراءة شروط المزاد بعناية وفهم جميع الالتزامات والحقوق، والتأكد من القدرة على دفع المبلغ المطلوب في الوقت المحدد.