مقالات

أسواق وسط الرياض وملامح التستر

عبد الرحمن المرشد

تم النشر في الأثنين 2022-04-25

ذهبت قبل عدة أيام مع أبنائي إلـى أسواق وسط الرياض (المعيقلية، شارع الثميري، سويقة، التعمير) لشراء حاجيات العيد من ملابس وأحذية وبخور، مما لفت انتباهي في هذه الجولة سيطرة العمالة بشكل كامل علـى تلـك المحلات سواء بائعين ومحاسبين وبالـتأكيد موردين وأغلـبهم من جنسية واحدة لا تجد المواطن إلا نادرا وعلى استحياء، وفي رأيي أن السعودي لو فكر أن يعمل هناك لن ينجح وسط هذه التكتلات الـتي لـن تعطيه فرصة للظهور وتحقيق النجاح التجاري المطلوب.

المشكلة أن تلك الأسواق من أهم المواقع التجارية في العاصمة وتغذي كافة المحلات في الـرياض وما جاورها بالبضائع مما يعني أننا نتكلم عن مئات الملايين من الـريالات يتم تدويرها في هـذه المراكز التجارية والمواطن بعيد عنها، مئات الوظائف يمكن الاستفادة منها بدلا من تركها هكذا للعمالة تسرح وتمرح وتمارس الأعمال الـتجارية في أهم موقع اقتصادي.

هذه الـسيطرة تطرح الـسؤال الـتالـي؟ هـل هـذه المحلات أصحابها سعوديون؟ أعتقد أن الإجابة تحمل الـكثير من علامات الاستفهام، فمن غير الممكن أن تجد هـذه الـعمالـة تزاول ذلـك النشاط الملحوظ من الصباح الباكر وتغلق آخر الليل، وهم مجرد موظفين فقط، لاحظت حركة واهتماما ومتابعة مستمرة وحرصا على تأمين

كل البضائع وسط ذلـك الـزحام الـذي يشير إلـى أهمية الموقع تجاريا وضرورة متابعة توطينه حتى يستفيد البلد من تلك الحركة التجارية المزدهرة، من خبرة سابقة لا يمكن أن تجد ذلـك الحرص من العمالة إلا إذا كانوا شركاء أو ملاكا في الخفاء.

نبحث عن الـوظيفة بينما لـدينا مصادر الـرزق المفتوحة التي تدر ذهبا وتنتظر مَن يطرق أبوابها، الدولة لم تقصر في هذا المجال حيث وضعت الشروط وطبقت العقوبات، ولكن تحتاج إلى صرامة وتفعيل أوسع وبالذات في المواقع المهمة حتى تعطي النتائج المرجوة، التي تصب في صالح الوطن والمواطن.

أتذكر أحد الأصدقاء قبل خمسة وعشرين عاما افتتح محلا صغيرا في أحد تلك الأسواق (وسط الـرياض) وحقق نجاحا كبيرا لتبلغ ثروته حاليا ملايين الـريالات، فما بالـك بتلـك الـعمالـة الـتي تسيطر منذ زمن على هذه المواقع.

عن اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock