تُواجه شبكات الكهرباء في مُختلف أنحاء العالم مشكلات التعامل مع ارتفاع الطلب في أوقات الذروة وإدارة الإصلاحات، وذلك وسط مساعي ترشيد الاستهلاك وتوفير تكاليف التشغيل. ولأجل ذلك تستعين سنغافورة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في إدارة شبكة الكهرباء في مجالات مثل مواءمة الاستهلاك مع أوقات الذروة واكتشاف الأعطال وتحليل البيانات.
وبحسب ما نشر موقع “جوف إنسايدر”، تسعى شركة “إس بي ديجيتال” (SP Digital) للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المُتجددة وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة. وتتبع الشركة “إس بي جروب” لمرافق الكهرباء والغاز في سنغافورة.
وفي شركة “سيمبكورب مارين” (Sembcorp Marine) للمنصات البحرية، تُراقب برمجيات تعلم الآلة حالة الألواح الشمسية، وتقترح البرمجيات أفضل أوقات استخدام المُعدات لتخفيض فواتير الطاقة؛ فخلال أوقات الذروة يُحقق استخدام الطاقة المُخزّنة في البطاريات قدرًا أكبر من التوفير عوضًا عن الحصول على الطاقة مُباشرةً من شبكة الكهرباء.
وطوّرت “إس بي ديجيتال” برمجيات الذكاء الاصطناعي لمُتابعة استخدام البطاريات وتخفيض الارتفاعات في تكاليف الطاقة. وأسهم ذلك بالفعل في ترشيد استهلاك الطاقة وتقليل التكاليف على مدار العامين الماضيين، فضلًا عن الحد من تَركُز الاستهلاك خلال ساعات الذروة.
وتُتابع برمجيات الذكاء الاصطناعي كمية الطاقة التي تُنتجها الألواح الشمسية واستهلاكها، فضلًا عن التحقق من حالة الألواح لتقليل عمليات التفتيش اليدوية لإجراء الصيانة. ومن المُتوقع أن تُقلل التقنية 30% من الاعتماد على الكهرباء الواردة من الشبكات المركزية خلال أوقات ذروة الإنتاج.
وتستهلك المباني التجارية والتجمعات الصناعية 80% من الكهرباء في سنغافورة، وبالتالي فإن أي توفير قليل سيُشكِّل فارقًا كبيرًا. وطوّرت “إس بي ديجيتال” آليةً تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف التسريبات التي قد يتأخر في اكتشافها أو يغفل عنها فريق العمل. وتتعلم نماذج الذكاء الاصطناعي التمييز بين الارتفاعات العادية في استهلاك الكهرباء من جانب والارتفاعات غير المألوفة من جانبٍ آخر؛ نظرًا لأن بعض الارتفاعات تنتمي إلى نمطٍ مُعتاد لا تتطلب إخطار الشبكة أو المستهلكين.
