طيران الرياض: ركيزة جديدة في نهضة النقل الجوي السعودي

أيمن السهلي . كاتب في مجال الطيران
تم النشر في الخميس 2025-10-16مع إعلان انطلاق أولى رحلات طيران الرياض في 26 أكتوبر 2025 إلى لندن، تدخل المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة ومهمة في تطوير صناعة النقل الجوي، وذلك في إطار رؤية 2030 التي تهدف إلى جعل المملكة مركزًا لوجستيًا عالميًا يربط بين القارات الثلاث.
طيران الرياض لا يمثل مجرد ناقل جوي جديد، بل هي أحد أركان مشروع استراتيجي لتوسيع السوق الجوية ورفع جودة الخدمات وزيادة التنافسية إقليميًا وعالميًا.
منذ تأسيسها عام 2023 بدعم من صندوق الاستثمارات العامة، جاءت طيران الرياض لتكمل منظومة النقل الجوي في المملكة، إلى جانب الناقل الوطني العريق الخطوط السعودية، والشركة الاقتصادية الناجحة طيران ناس، والناقل الوطني طيران أديل، وبدلًا من أن تكون بديلًا أو منافسًا مباشرًا لشقيقاتها، يُنتظر أن تكون طيران الرياض شريك نجاح يعزز من تكامل وتنوع الخدمات الجوية السعودية، من خلال التركيز على الرحلات الدولية المباشرة، خاصة من العاصمة الرياض إلى أكثر من 100 وجهة بحلول عام 2030.
وما يميز طيران الرياض هو تركيزها على تجربة المسافر الحديثة، بدءًا من التصميم الجذاب لهوية الشركة، مرورًا باستخدام طائرات بوينغ 787 دريملاينر الحديثة، ووصولًا إلى إطلاق برنامج الولاء “سفير”، الذي يعكس التزامها ببناء علاقة طويلة الأمد مع عملائها. كما تستثمر في الاستدامة والتقنيات الذكية، ما يجعلها لاعبًا منافسًا حقيقيًا في السوق الدولية، وليس فقط الإقليمية.
تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه قطاع النقل الجوي الاقليمي تنافسًا متسارعًا، تقوده شركات كبرى مثل الخطوط القطرية، طيران الإمارات، والخطوط التركية. وبدخول طيران الرياض بهذا الطموح والحجم، فإنها تضع نفسها بقوة على خارطة المنافسة، خاصة مع استراتيجيتها في الربط المباشر بين العاصمة الرياض وعواصم العالم، مما يُقلّص الاعتماد على محطات الترانزيت التقليدية، ويمنح المملكة موقعًا تنافسيًا استراتيجيًا في قلب حركة السفر العالمية.
إن انطلاقة طيران الرياض ليست مجرد توسع في عدد الشركات، بل هي تحول في فلسفة النقل الجوي في السعودية، تقوم على الابتكار، التخصص، والتكامل بين الناقلات الوطنية. ومع الدعم الحكومي الواسع والرؤية الاستثمارية بعيدة المدى، فإن طيران الرياض مرشحة لتكون واحدة من أبرز شركات الطيران على مستوى العالم خلال السنوات القادمة، وذراعًا قوية في تحقيق أهداف المملكة لتكون مركزًا عالميًا في الطيران والخدمات اللوجستية.