رئيس المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار لـ “الاقتصاد”: نقل “أمان” إلى بنك التصدير والاستيراد السعودي يعزز التكامل ويدعم مكانة السعودية كمركز إقليمي لصناعة التأمين

أكد الدكتور خالد يوسف خلف الله، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات ورئيس الجمعية العامة الخامسة عشرة لاتحاد أمان، أن استضافة جدة للاجتماع السنوي الخامس عشر للاتحاد تعكس الدور المحوري للسعودية في دعم صناعة التأمين وإعادة التأمين في العالم الإسلامي، وتعزيز التعاون بين مؤسسات التمويل والتأمين لدعم التجارة والاستثمار.
وأوضح في حوار مع الاقتصاد أن الاجتماع السنوي يشكل منصة استراتيجية لتبادل الخبرات حول الاتجاهات العالمية في تأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، ومناقشة محاور رئيسية تشمل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وهيكلة الديون وكشف الاحتيال، إلى جانب مناقشة الخطط المستقبلية لنقل الأمانة العامة لاتحاد “أمان” إلى بنك التصدير والاستيراد السعودي، كخطوة تدعم التكامل المؤسسي في قطاعي التأمين والتصدير والاستثمار.
وفيما يلي نص الحوار:
1. ما أبرز أهداف الاجتماع السنوي الخامس عشر لاتحاد أمان هذا العام في جدة؟
أبرز أهداف الاجتماع السنوي الخامس عشر لاتحاد أمان الذي يُعقد في مدينة جدة تتمثل في تعزيز التعاون والتكامل بين مؤسسات التأمين وإعادة التأمين في دول منظمة التعاون الإسلامي، بما يسهم في رفع قدرة هذه المؤسسات على إدارة المخاطر التجارية وغير التجارية. كما يشكل الاجتماع منصة استراتيجية للحوار وتبادل الخبرات حول الاتجاهات العالمية والإقليمية في مجال تأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، ودورها في دعم الاستقرار المالي وتطوير التكامل الاقتصادي.

كما تهدف المناقشات إلى تسليط الضوء على دور الجيل الجديد من الأدوات، مثل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وهيكلة الديون، وخدمات التأمين الائتماني، كمحاور لتطوير الصناعة. ويُعد الحدث فرصة لإبراز دور السعودية كمركز إقليمي رائد في صناعة التأمين وإعادة التأمين، ودعم رؤيتها الاقتصادية الطموحة من خلال استضافة هذا التجمع الدولي المهم.
2. ما أهم المواضيع أو المبادرات التي سيتم مناقشتها خلال الاجتماع السنوي لاتحاد أمان؟
من أهم المحاور والمواضيع التي سيتم تناولها في هذا الاجتماع:
• جلسة حول هيكلة الديون وإدارة المخاطر الائتمانية في سياق التأمين وإعادة التأمين، وكيفية تطويع أدوات التأمين الائتماني لخدمة التبادل التجاري.
• جلسة حول كشف الاحتيال وإدارته في تأمين ائتمان الصادرات والمخاطر السياسية.
• جلسة حول دور الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في صناعة التأمين وإعادة التأمين، وخصوصًا في الدول الأعضاء، لتسريع عمليات الاكتتاب والتقييم والاسترداد.
• جلسات متخصصة للّجان (مثل لجان البيانات، مشتركي قاعدة البيانات، لجنة تأمين ائتمان الصادرات قصيرة الأجل، لجنة تأمين التمويل الهيكلي)، بحيث تكون منبرًا للنقاش الفني والتشغيلي بين الأعضاء.
3. ما أبرز إنجازات المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات خلال العام الماضي في دعم المستثمرين والمصدرين السعوديين؟
تُعد المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات من الجهات الرائدة في دعم التجارة والاستثمار في الدول الأعضاء، حيث أمنت المؤسسة خلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2025 عمليات بقيمة إجمالية بلغت نحو 12.9 مليار دولار أمريكي، ليرتفع إجمالي حجم الأعمال التراكمي المؤمَّنة إلى نحو 121 مليار دولار أمريكي منذ تأسيسها.
كما بلغت قيمة العمليات التي أمّنتها المؤسسة في السعودية نحو 26.8 مليار دولار أمريكي، منها 16 مليار دولار لدعم الصادرات السعودية، وحوالي 10 مليارات دولار لتأمين واردات استراتيجية إلى المملكة، ما يجعل السعودية من أهم الدول المستفيدة من خدمات المؤسسة.
إضافة إلى ذلك، وقّعت المؤسسة عددًا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع شركاء دوليين في قطاعات استراتيجية متنوعة، ما يعكس توسع العلاقات والشراكات الدولية. ومن خلال أدواتها المبتكرة في تأمين الاستثمار وضمان الصادرات، أسهمت المؤسسة في رفع ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، وترسيخ مكانة السعودية كمركز رئيسي للتجارة والاستثمار في العالم الإسلامي.
4. كيف تساهم المؤسسة في تعزيز التعاون الدولي وجذب المستثمرين الأجانب إلى المملكة؟
تساهم المؤسسة في تعزيز التعاون الدولي من خلال تأمين الاستثمار وضمان الصادرات، حيث تقلّل المخاطر المرتبطة بدخول المستثمر الأجنبي أو التعامل التجاري الخارجي، ما يجعل السعودية وجهة أكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي.
كما أن المؤسسة، بوصفها عضوًا في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تربط المملكة بالاقتصادات العربية والإسلامية، ما يعزّز مكانتها كبوابة للاستثمار من وإلى الدول الأعضاء، ويُمكّن المستثمرين الأجانب من الاستفادة من مواءمة السياسات وخدمات التأمين المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
ومن خلال تسريع بناء القدرات المؤسسية وتعزيز الشراكات الدولية، تعمل المؤسسة على تهيئة بيئة تنظيمية ومعرفية أكثر فاعلية لجذب الاستثمارات، مما يسهم في استقطاب المستثمرين الأجانب الباحثين عن بيئة مستقرة وآليات تأمين واضحة.
5. هل يمكن توضيح أهم المبادرات والخطط الجديدة للمؤسسة خلال الفترة المقبلة؟
هناك عدد من المبادرات والخطط المحورية التي تسعى المؤسسة إلى تنفيذها في الفترة المقبلة، من أبرزها تطوير أدوات تأمين وتغطية مخاطر موجهة للمشاريع الصديقة للبيئة والمبادرات التي تراعي معايير الاستدامة. كما تعمل المؤسسة على تعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في عمليات الاكتتاب والتقييم وإدارة المخاطر ضمن دورة التأمين، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتسريع الاستجابة وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة.
ومن بين أولويات المرحلة القادمة أيضًا، تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص داخل المملكة وخارجها، إلى جانب نقل الأمانة العامة لاتحاد أمان إلى بنك التصدير والاستيراد السعودي، في خطوة تهدف إلى تعزيز التكامل بين أدوات التأمين والتصدير والاستثمار في المملكة، وهو ما يمثل تحولًا تنظيميًا واستراتيجيًا مهمًا يدعم مكانة السعودية كمركز إقليمي رائد في هذا المجال.



