الاقتصاد.الرياض
تم النشر في الأربعاء 2025-09-24ودّعت المملكة العربية السعودية واحدًا من أبرز علمائها ودعاتها، سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، الذي رحل عن عمر ناهز الثانية والثمانين بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والدعوي.
ينحدر الشيخ من أسرة علمية عريقة، فهو سليل أسرة آل الشيخ التي حملت إرث الدعوة والإصلاح منذ عهد الإمام محمد بن عبد الوهاب. وُلد في مكة المكرمة عام 1943، وحفظ القرآن الكريم صغيرًا، وواصل طلب العلم رغم فقدانه معظم بصره في شبابه، ليضرب مثالاً في الصبر والجدّ والاجتهاد.
تخرّج سماحته في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتدرّج في التعليم والدعوة حتى أصبح إمامًا وخطيبًا لمساجد كبرى في الرياض، وخطيبًا لجبل عرفات في موسم الحج لأكثر من ثلاثين عامًا، يُسمع صوته لملايين الحجاج في واحد من أعظم المنابر الإسلامية.
تدرّج الشيخ في مناصب علمية رفيعة؛ فكان عضوًا في هيئة كبار العلماء منذ عام 1987، وعضوًا دائمًا في اللجنة الدائمة للإفتاء، ثم عُيّن نائبًا للمفتي العام عام 1995، إلى أن تولّى منصب مفتي عام المملكة عام 1999 خلفًا للشيخ عبد العزيز بن باز، فواصل نهجه في ترسيخ الوسطية والاعتدال، وإصدار الفتاوى التي تعالج قضايا العصر وتستجيب لتطلعات المجتمع.
عرفه الناس بتواضعه وورعه وسعة علمه، فكان مرجعًا للمواطنين وقائدًا روحانيًا يجمع بين رسوخ المنهج الشرعي وحسّ الواقع، تاركًا أثرًا بارزًا في نشر الاعتدال وتعزيز القيم الإسلامية السمحة.
برحيل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، تطوي المملكة صفحة عالم جليل كرّس حياته لخدمة الدين والوطن، وبقيت سيرته شاهدًا على مسيرة من العلم والعمل والوفاء، ومصدر إلهام للأجيال القادمة
