أخبار الاقتصاد

زيارة ترمب للمملكة: اتفاقيات تعاون في الاقتصاد والاستثمار والأمن، وفرص واعدة في الطاقة المتجددة والتعدين والسياحة والخدمات المالية

الاقتصاد.الرياض

تم النشر في الثلاثاء 2025-05-13

تعكس زيارة الرئيس الأمريكي  دنونالد ترمب للمملكة كوجهته الخارجية الأولى للمرة الثانية خلال فترتيه الرئاسيتين، تقديره لمكانة المملكة وثقلها على المستوى الإقليمي والدولي، ودورها المحوري في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، وحرص القيادة الأمريكية على تطوير الشراكة الاستراتيجية مع المملكة، والأهمية التي توليها لتوطيد العلاقات بين البلدين في المجالات السياسية، والدفاعية، والاقتصادية، والاستثمارية.

الفرص الاستثمارية

وينظر المستثمرون الأمريكيون بإيجابية إلى التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة خلال السنوات الأخيرة، كونها تخلق فرصاً عظيمة للشركات الأمريكية في مجالات عديدة، منها استكشاف الفضاء لأغراض تجارية، والطاقة المتجددة، إلى جانب الرعاية الصحية، والبنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي.  وتستند هذه الفرص إلى رؤية 2030 حيث توفر برامجها ومشاريعها الكبرى في المملكة فرصاً واعدة للشركات الأمريكية، لاسيما في القطاعات الاستراتيجية التي تستهدفها الرؤية، مثل التعدين، والبتروكيماويات، والتصنيع، والطاقة المتجددة، والسياحة، والخدمات المالية، والرعاية الصحية، والأدوية، وغيرها من القطاعات. ومن المرجح أن تشهد الزيارة توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمينة على المستويين الحكومي والخاص، لتؤكد عمق العلاقات التي ترتبط المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحرص قيادتي البلدين على تطوير وتوثيق شراكتهما الاستراتيجية.

92 عاما من التعاون والشراكة

يشار إلى العلاقات السعودية الأمريكية توطنت خلال 92 عاماً من التعاون والشراكة الاستراتيجية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، ويعد اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في الباخرة “كوينسي” محطة مهمة نقلت العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى من التعاون والشراكة.

وتعكس زيارة الرئيس الأمريكي الحالي ترمب مدى تقدير القيادة الأمريكية الجديدة لولي العهد وحرصها على تعزيز التواصل مع القيادة والتشاور حول الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك إقليمياً ودولياً، ومواجهة التحديات المشتركة على المستوى الإقليمي والدولي في ضوء مستجدات الأحداث التي تشهدها المنطقة والعالم.

وكان لزيارة خادم الحرمين الشريفين عام 2015م والزيارتين التاريخيتين اللتين قام بهما ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال العامين 2016 و2018، دور أساسي في توطيد العلاقات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، انطلاقاً مما يجمع البلدين من مصالح مشتركة في مختلف مجالات التعاون.  وترتبط المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات تاريخية تستند إلى المبادئ والمصالح المشتركة، والرغبة المتبادلة في تعزيز وتطوير هذه العلاقات، وفق سياسة خارجية ترسخ مبدأ العمل المشترك وتوافق وجهات النظر، وتوثيق التعاون الثنائي في جميع المجالات لا سيما الجانب الاقتصادي في إطار رؤية المملكة 2030.

وتأتي الزيارة في إطار توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وبحث الأولويات التي من شأنها أن تسهم في تعزيز شراكتهما الاستراتيجية، وتعزز مصالحهما ورؤيتهما المشتركة نحو شرق أوسط يسوده الاستقرار والازدهار والأمن والسلام. 7. تعد الشراكة السعودية الأمريكية حجر الزاوية للأمن الإقليمي على مدى العقود الماضية، ويتشارك البلدان الرؤية ذاتها نحو منطقة مترابطة مع العالم يسودها الأمن والاستقرار والازدهار، مع أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسلمية، وتخفيف الأزمات الإنسانية عن طريق تقديم الدعم الاقتصادي والمالي لدول المنطقة الأكثر احتياجاً.

المحتوى الاقتصادي والاستثماري

تؤكد المواقف الأمريكية دائما تثمين دور المملكة في دعم توازن أسواق النفط العالمية واستقرارها، وفي موثوقية الإمدادات بصفتها مُصدراً رئيساً للنفط الخام، كما تعمل المملكة والولايات المتحدة الأمريكية على التوصل إلى اتفاق شراكة تاريخي في مجال الطاقة النووية السلمية، إلى جانب اتفاقات مماثلة في مجالات الطاقة، والتعدين، والبنية التحتية للطاقة. ويقدر الجانب الأمريكي رؤية 2030، والتي تمثل خطة المملكة الاستراتيجية للتحول الاقتصادي والإصلاحات الاجتماعية. كما يثمن جهود المملكة في زيادة المشاركة الاقتصادية للمرأة، وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان. وتعد المملكة من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في المنطقة، حيث بلغ حجم التجارة البينية بين البلدين في العام 2024م، ما مجموعه 32 مليار دولار، إذ صدرت المملكة إلى الولايات المتحدة سلعاً ومنتجات بقيمة 13 مليار دولار، فيما استوردت منها سلعاً ومنتجات بقيمة 19 مليار دولار. وبلغ رصيد الاستثمارات الأمريكية المباشرة في المملكة عام 2024 نحو 15.3 مليار دولار.

من جانبها، تؤكد الرياض أن الاستثمارات السعودية في الولايات المنتحدة مبنية على قرارات استراتيجية، تضع مصلحة المملكة في المقام الأول، وتأخذ في الاعتبار رؤية 2030 وما يتمتع به الاقتصاد الأمريكي من مناخ استثماري جاذب، سواءً كان ذلك عن طريق المُشتريات الحكومية والخاصة في القطاعات العسكرية، والنقل، والطاقة، والتقنيات المتقدمة وأشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، أو عن طريق الاستثمارات في القطاعات المتوقع أن تحقق عوائد مُجزية والتي سيكون للقطاع الخاص السعودي مشاركة معتبرة في استثماراتها.

المحتوى الثقافي والاجتماعي

تتمتع المملكة والولايات المتحدة بعلاقات ثقافية وتعليمية قوية، إذ يبلغ عدد الطلاب السعوديين المبتعثين إلى الولايات المتحدة 14,845 طالباً عام 2025، تم ابتعاثهم ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، الذي تجاوز عدد المبتعثين السعوديين من خلاله للدراسة في الجامعات الأمريكية نصف مليون طالب وطالبة منذ إطلاقه عام 2006. وأسهم إطلاق وزارة السياحة السعودية التأشيرات السياحية في العام 2019، في جذب السياح من الولايات المتحدة الراغبين في استكشاف المملكة، وزيارة مواقعها التاريخية ومناطقها السياحية الفريدة. 3. نجحت فرقة الأوركسترا والكورال الوطني في تعريف الجمهور الأمريكي بروائع الموسيقى والفنون الأدائية السعودية، من خلال الحفل الموسيقي الذي نظمته وزارة الثقافة، بمشاركة هيئة المسرح والفنون الأدائية في مدينة نيويورك، في سبتمبر 2023، وذلك في إطار مبادرات تعزيز التبادل الثقافي بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock